حجوزات رأس السنة “فوّلت”.. والأسعار تبدأ من الـ100$ وتصل إلى الـ1000$!
كتبت هانية رمضان لـ “هنا لبنان”:
“وين سهرانين برأس السنة؟”، هو السؤال الأكثر تداولاً بين اللبنانيين عشيّة رأس السنة، إذ اعتادت فئات واسعة من الشعب على وداع العام واستقبال عام آخر بحفلات وصخب!
هذا العام لم يختلف الوضع كثيراً، فالأزمة الاقتصادية لم تمنع اللبناني من البحث عن مساحة من الترفيه هذه الليلة، ووفق المعلومات التي حصل عليها “هنا لبنان” فحجوزات المطاعم والفنادق قد “فوّلت”.
إلى جانب اللبنانيين الذين توافدوا على الحجوزات لقضاء سهرة خارج جدران بيروت، هناك فئة أخرى ارتأت السهر في المنزل، على أن يتم تحضير العشاء الفاخر، وهذا ما لحظه أصحاب محلات اللحوم والدواجن وحتى الأفران، إذ بدأت العروض تقدّم مع تزايد عدد الزبائن والطلبات.
وبالعودة إلى الحجوزات للسهر في المطاعم أو الفنادق أو الملاهي الليلية، فإنّ تسعيرة الحفلات المتواضعة في المطاعم الصغيرة تتراوح بين 100$ و 200$، ويرتفع هذا الرقم في الملاهي الليلية فيصل إلى حدود الـ500$.
أما في المطاعم الكبرى والفنادق، والتي طعّمت سهرتها بفنانين كبّار، فإنّ أسعار البطاقات لحضور الحفلات الغنائية تبدأ من 450$ وترتفع إلى 1000$ تبعاً لشهرة الفنان.
في هذا السياق يؤكد مدير صالة أحد المطاعم لـ”هنا لبنان”، أنّ الوضع “جيد جداً”، مضيفاً: “المواطنون بدأوا يحجزون سهرتهم منذ الشهر الماضي، ولم يعد لدينا من شاغر. علماً أنّ الكثيرين ما زالوا يتصلون بنا كي يحجزوا فيتفاجأون بعدم توفّر مكان في سهرة رأس السنة”.
وضع المنتجعات السياحية الجبلية ليس سيئاً على الإطلاق، فيؤكد القيّمون عليها أنّ نسبة التوافد “محرزة”، ليعلّق أحدهم بالقول: “الشعب اللبناني يحب الفرح ويدفع دون أيّ ندم”، مضيفاً: “الأسعار التي نضعها مدروسة وهي ترتبط بما نؤمنه للزبون، وهذه الأسعار تتغيّر شهرياً مع تبدّل أسعار المحروقات والمواد الأساسية التي نحتاج إليها”.
أما في ما يتعلّق بفنادق العاصمة بيروت، فالصورة مشابهة، فمعظمها كما المطاعم والمنتجعات شبه “مفولة”، ونادراً ما تجد غرفة متاحة، وتقدّم هذه الفنادق عروضات تشمل سهرة فنية إلى جانب قضاء ليلة.
إلى ذلك فإنّ اللافت هذا العام هو توافد نجوم الصفّ الأوّل لإحياء حفلات غنائية في أفخم فنادق لبنان، على عكس العام السابق إذ تواجد معظمهم في الخارج بسبب الوضع الاقتصادي.
هذا الأمر أكّد عليه متعهدو الحفلات، إذ قال أحدهم لـ “هنا لبنان” إنّه لم يتوقع الإقبال الكبير على تذاكر الحفلات التي بيعت سريعاً، وفيما لم ينكر أنّه كان هناك تخوّف من هذه الخطوة، أوضح في المقابل أنّ إعادة تنشيط بعض الفنادق والأجواء في بيروت أعطت إشارة إيجابية دفعت إلى إعادة تنظيم هذه الحفلات، معلّقاً: “ما نقوم به هو تحدٍّ للأزمة، فاللبناني لا يليق به إلاّ الفرح والأسعار التي نعرضها تناسب جميع الطبقات”.
أجواء الأعياد التي أضاءت لبنان، نظّمت بإرادة شعب لا يستسلم، وبدعم من مغترب لا يتخلّى عن الوطن، على أمل أن يطوي العام 2022 كل الأزمات، وأن يعيد العام 2023 هذا البلد إلى موقعه، كمنارة تضيء الشرق والغرب.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بين النزوح الدراسي والأزمات التعليمية.. مدارس في مهبّ الفوضى | أمان النازحين في قبضة السماسرة.. استغلال وجشع بلا حدود | براءة الأطفال في مهب الحرب.. وجروح نفسية لا تَلتئِم! |