الفيلسوف
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
للمرة الثامنة على التوالي، قعدت الإعلامية رانيا زيادة أشقر أمام فيلسوف التوقعات ميشال حايك، مستمعة إليه بسكون ظاهر وإعجاب مضمر. لا خيار أمامها سوى أن تستمع وتمهد الإنتقال من فقرة إلى فقرة. ولا خيار أمام المشاهدين، المشاهدات بنوع أخص، سوى التساؤل شو مغيّر برانيا وطرح الإحتمالات، أو التعليق على أناقتها وماكياجها وما وراء نظراتها.
في العادة يشترط الفيلسوف، على محاورتِه أو محاوره، ألّا تسأل أو يسأل، إلّا بالحدود الدنيا بين فقرة وفقرة، كي لا ينقطع تسلسل التوقعات بين البكرا والبعد بكرا وكي لا يتشتت ذهنه وكي لا يتعكر مزاجه الرصين. بمعزل عمّا يصح وعن معدل الإصابات المحققة وكيفية تظهيرها، فقد صنع الحايك، طوال أعوام، هالة حول شخصه وغموضاً ومبالغة في الجدّية وهذا ما افتقدته منافسته سيدة الإلهام ليلى عبد اللطيف فإمكاناتها المتواضعة ومواهبها الضحلة لا تساعدها على اجتذاب شرائح معينة من المشاهدين الكرام مهما تملّقت أهل الكرم والجود ومهما تصنّعت جدية العالمة الملمّة بقضايا لبنان والعالم.
لنعد إلى الفيلسوف، الموسوعي الشمولي وقد وسّع هذه السنة بيكار توقعاته، فشملت الفن والرياضة والسياسة والطقس وأسواق العقارات في شمال أفريقيا، إلى محطات خليجية ومغربية وفلسطينية ترضي كافة الأذواق وأعطى الحايك التوقعات اللبنانية الحيّز الأكبر فطعّم السياسة بالفن وتفنن في لعبة التشويق من دون أن تتغير نبرة صوته أو تتبدّل ملامحه. وتُسجّل للفيلسوف مهارته في “شلبنة” التوقعات وزوزقتها لغوياً، كقوله “الحزن يكثر زياراته للعائلة المالكة” (في السُعودية) و”غليان في غليان ثم انفجار رقم 2″ (في السودان) و”فيروز وفيروزاتها في السعودية”، من هنّ فيروزات سفيرتنا إلى النجوم يا تُرى؟ لا أرى من الفيروزات إلّا الوصية على الإرث الفيروزي المخرجة والكاتبة ريما الرحباني. إنها مفرد بصيغة الجمع ولا تفسيراً آخر. يبقى أنّ أجمل ما سمعت من الفيلسوف في ليلة بكى فيها القريدس قرب كأس نبيذ: “عصف تغييري في أفق وئام وهّاب” وخيّل إليّ أن وئام، لحظة سماعه هذا التوقع، أطلق عاصفة ضحك مجلجلة وصل صداها من السفارة الكويتية إلى النقاش. لكن سرعان ما انقبضت القلوب مع نعي الفيلسوف المؤثر “شريط أسود فوق شخصية لبنانية معروفة” فوق التمانين أو تحت التسعين؟ بعض من الضوء على التوّقع الأسود ولكم منّا جزيل التقدير.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |