عصابات “معروفة” تخطف الأطفال وتهرّبهم إلى سوريا.. “حسومات” على الفدية!
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
لا يزال الشقيقان السوريّان مهند (12 سنة) وغالب (15 سنة) اللذان خُطِفا من حي الصلح في بعلبك، بتاريخ 22 تشرين الأول من العام الماضي، يتعرضان للتعذيب من قِبل خاطفيهما، بحسب ما تُظهر الفيديوهات والصور التي تُرسل لوالدهما ماجد العروب منذ ثلاثة أشهر.
ومنذ نحو خمسة أيام، أرسل أحد أفراد العصابة صورة للوالد على هاتفه، تُظهر أحد الطفلين وهو معلّق من رجليه في السقف، للضغط عليه مجددًا لتأمين مبلغ 100 ألف دولار لإطلاق سراحهما.
هذه الصورة كانت قد سبقتها فيديوهات وصور أخرى، أُرسلت خلال أوقات سابقة، أظهرت الولدين وهما يصرخان ويشكوان سوء معاملة الخاطفين، كما أظهرتهما وهما عاريَيْن وتبدو آثار التعذيب على ظهريهما.
فيما الفدية التي طالبوا بها في البداية كانت قيمتها 350 ألف دولار، وبعد المفاوضات خفضوها إلى 250 ألف دولار، ثمّ إلى 200، وإلى 100. يقول ماجد لـ “هنا لبنان”: “حاليًا لا أملك سوى 20 ألف دولار، وهو مبلغ أمّنته بعدما بعت محلّي، وسيارتي، واستدنت من بعض الأصدقاء”، مؤكدًا أنه لا يستطيع تأمين المزيد، لذلك عرض على الخاطفين “شراء طفليه بهذا المبلغ، لأنّ لا أحد يُقرض هكذا مبالغ في مثل هذه الأوضاع”، إلّا أنّهم رفضوا، قائلين له: “الأولاد مكلفين أكثر”.
ويلفت ماجد إلى حادثة سابقة مشابهة تعرّضت لها العائلة منذ تسعة أشهر، إذ خُطف ابن أخته من قِبل العصابة ذاتها، وتمّ دفع فدية 40 ألف دولار للإفراج عنه، إلّا أنّ “والد الطفل لا يزال حتى اليوم يدفع ما استدانه لاسترداد طفله”.
عصابة معروفة تمتهن خطف الأطفال
حاليًا يتفاوض الوالد ماجد مع شخصين من الخاطفين، واحد من آل جعفر وآخر من آل نصر الدين، وهما “متفضّيان لماجد” كما يقول، كما أنّ أحدهما قال له تعليقًا على عدم قدرته على تأمين المبلغ المطلوب: “صير حرامي وأمّن المال وتواصل معنا”.
غير أنّ المفاجأة كانت حين تواصل ماجد مع الخاطفين في البداية، وسألوه ما إن كان ولداه من آل الجندي من حمص، كونهم يختطفون أيضًا شقيقين آخرين (بنت وصبي)، مرسلين له صورًا لعدد من الأطفال، للتعرف على طفليه، ما يعني أنّها عصابة تمتهن خطف الأطفال.
ويوضح ماجد أنّ “الخاطفين معروفون بالأسماء، وهم من آل: زعيتر وجعفر وبيضون ونصر الدين، كما بالعناوين، فهم متواجدون في سوريا، وتحديدًا في المناطق الحدودية، حيث يتنقلون بين زيتا وجرميش وحاويك، من منزل إلى آخر”، لافتًا إلى أنّها عصابة “معروفة بإجرامها، وعملها قائم على المخدرات والسرقة والخطف والقتل”.
تدخّل الجيش.. واللواء إبراهيم؟
بالتزامن مع وصول فيديوهات وتسجيلات صوتية من الخاطفين في شهر تشرين الثاني، دهمت قوة من الجيش اللبناني حي الشراونة، على خلفية عملية الخطف، إلّا أن الخاطفين كانوا قد خرجوا بالأطفال إلى الأراضي السورية.
نتيجة ذلك، يرى ماجد أنّ “السلطات اللبنانية اشتغلت وحاولت استرداد الأطفال وضغطت على الخاطفين، غير أنّ القضية خرجت من أيديهم بعد لجوء الخاطفين إلى سوريا”، لكنّه في الوقت ذاته يلوم الجهة اللبنانية لـ “عدم دخولها الأراضي السورية والإفراج عن طفليه، كما حصل سابقًا في مسألة سرقة سيارة ضابط مخابرات وتجهيزات للطاقة الشمسية قبل مدة، كذلك في قضية الممثل المصري الذي خُطف الصيف الماضي”.
ويكشف ماجد أنّه يحاول التواصل مع مدير عام الأمن العام اللبناني، اللواء عباس إبراهيم، إذ طلب مقابلته منذ أكثر من ثلاثة أسابع، “وحتى اليوم لم يأتِ الرد”، كما وجّه رسالة لقائد الجيش، العماد جوزيف عون، للضغط على السلطات السورية.
السلطات السورية و”حزب الله”
رغم معرفة أماكن وأسماء الخاطفين، إلّا أنّ “الجيش السوري لم يتحرّك كما يجب، وهو لا يعطي الموضوع أي أهمية”، بحسب ماجد، مؤكدًا أن المسؤولين السوريين باستطاعتهم ملاحقة العصابة واسترداد الطفلين.
كذلك يقول ماجد إنّ “حزب الله” بإمكانه الضغط على الخاطفين وحلّ الموضوع”، لكنّهم قالوا له عندما تواصل معهم، “لا يستطيعون التدخّل بين العشائر لأنّ الأمور قد تتطوّر إلى مواجهات دموية، يذهب ضحيتها قتلى وجرحى”، مؤكدًا تواصله مع كلٍ من: مسؤول وحدة التنسيق والارتباط في الحزب وفيق صفا، النائب عن منطقة بعلبك – الهرمل إبراهيم الموسوي، النائب جميل السيد.. وكان الجواب: “روح على البيت ولا تعتل هم”، لكنّ “على ما يبدو أن لا أحد مهتم”، كما يقول والد الطفلين المخطوفين.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |