حزب الله لا يشبهنا
كتب زياد مكاوي في “هنا لبنان” :
لم تعد المسألة هل نؤيّد حزب الله في السياسة أم لا؟ هل نوافق على تمثيله في الحكومة بوزيرٍ أو إثنين أو لا؟ العلاقة مع حزب الله لا يُنظر إليها كمثل العلاقة مع أيّ حزبٍ آخر، قد نناصره أو نخاصمه.
لا ننطلق في هذه السطور من جريمة اغتيال لقمان سليم. لن نتّهم حزب الله. سنتحّدث عمّا هو ظاهر وأكيد، لا عمّا يقبل الشكّ.
لا يشبهنا حزب الله، كلبنانيّين بشيء. وسائله الإعلاميّة لا تعكس صورتنا. حربٌ ومعارك وصواريخ ودعوات لا تنتهي الى الاستشهاد. لبنانهم يبدو محصوراً بمناطق نفوذهم، ولا يعني لهم ما يحصل في مناطق أخرى، ومن يموتون في مناطق أخرى، ومن يعانون ويمرضون في مناطق أخرى…
لا يشبهنا حزب الله، إذ يفرض على نسائه ما يلبسون. ولا يشبهنا إذ يفرض قوانينه فيمنع، مثلاً، بيع الكحول. ولا يشبهنا في ما يدرّس الأولاد في مدارسه، وفي ما يعلّم النشئ في كشّافته.
لا يشبهنا في جمهوره الذي يخوّن الآخرين ويتّهمهم، إن خالفوه، بالعمالة. ولا يشبهنا حين يخرج أمينه العام كرئيسٍ لهذا البلد، رافعاً إصبعه، ليرسم خارطة طريق لهذا الوطن، ويعطي رأيه، كوزيرٍ للخارجيّة، بما يجري في أكثر من دولة، ويعلن، كوزيرٍ للدفاع، الحرب على دولٍ وحكومات.
لا يشبهنا حزب الله حين يضرب ما يتميّز به لبنان. يكره الفنّ ولا تعنيه فيروز ولا وديع الصافي ولا ماجدة الرومي، ولا، حتى، جوليا. ويكره الثقافة، إن لم تكن تسويقاً لفكرٍ إيرانيّ. ويكره السياحة التي تُختصر عنده بمعلم مليتا العسكري. ويكره الإنماء والدليل ما تشهده مناطقه من فوضى عمران. ويكره الجمال أيضاً. راقبوا كيف شوّه طريق المطار، وطرقات البقاع، وكيف تحوّل كلّ عامود كهرباء في الضاحية الجنوبيّة الى نصبٍ لصورة شهيد.
لا يشبهنا حزب الله في سعيه لتدمير نظامنا المصرفي، أحد خصائص لبنان، وفي سيطرته على المطار والكثير من الإدارات.
يقول التيّار الوطني الحر في بيانه أمس إنّ تفاهمه مع حزب الله لم ينجح في بناء دولة. ما نخشاه أنّ هذا التفاهم ساهم في بناء دويلة حزب الله، بغطاءٍ من “التيّار”. ولعلّ جمهور “التيّار” ليس بحاجةٍ لأن نقول له إنّ حزب الله لا يشبهه أيضاً.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |