حزب الله منزعج من ثرثرة باسيل
كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:
إلى جانب المجلس الجهادي والأطر التنظيمية الكثيرة، كان يفترض بـ “حزب الله” أن ينشئ على سبيل الاحتياط مجلساً تأديبياً على قياس جبران باسيل. فباسيل الذي يشاغب دون أن يتخطّى الخطوط الحمر ارتكب مواقف رعناء لم يكن “حزب الله” يتصوّر أن يذهب إليها، لا سيما عندما مسّ بقداسة وصدقية الوعد الصادق، فاستحق العقاب والمقاطعة، ولم يستحق القصاص القاسي لأسباب عدة منها ما يرتبط بموقف الحزب وقراءته للأحداث، ومنها ما يتعلق بالعلاقة الثنائية التي تبقى مفيدة للحزب، وهو ما يعرفه باسيل وما خبره جيداً منذ توقيع اتفاق مار مخايل وإلى اليوم، مروراً بكلّ ما شهده هذا الاتفاق من نكسات ومكاسب، إذ بقي صامداً لأنه بُني على زواج مصلحيّ متكافئ في التضحيات والحوافز.
لم يمرّ المسّ بصدقيّة الوعد الصادق على خير، فالحزب يسامح في كلّ ما لا يتّصل بهالة السيد، حتى ولو صدر هذا المسّ عن صبيّ مزج الرعونة بالسياسة، وبناءً عليه حصلت القطيعة التي طالت أسابيع، ليعاود الحزب النظر بعين الرأفة إلى باسيل، بعدما اعتذر، وستشهد الأيام المقبلة لقاءات للمرة الأولى، تحمل طابع طيّ الصفحة وإعادة تجديد الثقة التي باتت تحتاج إلى ترميم.
لم يخطئ باسيل مع “حزب الله” خطأ واحداً. لقد خرج للمرة الأولى من كواليس اللقاءات المغلقة مع نصرالله إلى المنابر، ولم يكتفِ بالمنابر، بل نشر غسيل هذه اللقاءات في الدوحة وباريس، وهو ما توقّف عنده الحزب كثيراً. أخبر باسيل القطريين والفرنسيين بكلّ ما كان يجري بينه وبين الحزب، الذي وصلت إلى دوائره تفاصيل عن تلك الثرثرات التي لم يعتد على تقبّل إفشائها، خصوصاً أنه يعتمد في العلاقة مع حلفائه على معالجة المشاكل ضمن البيت الواحد وداخل الجدران الأربعة.
من المفترض أن تعود بعض المياه إلى مجاريها بين التيار والحزب خلال الأيام المقبلة، فباسيل لن يتخطى “الحزب” ولا خطوطه الحمر في ملف الرئاسة، وكلّ ما فعله في السابق لم يؤد إلى نتيجة، لا سيّما عندما حاول الالتفاف على “الحزب” عبر نبيه بري. أما رفض باسيل لسليمان فرنجية، فلن يكون في المدى المنظور مزعجاً لـ “حزب الله”، الذي يتبنّى من دون إشهار ترشيح فرنجية، لكن في الوقت نفسه لا يطرح هذا الترشيح كخيار وحيد، وهو ما أعلنه في بكركي.
مواضيع مماثلة للكاتب:
لكل 17 أياره: استسلام الممانعة | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | لبنان على موعد مع أشهر صعبة |