خفايا عن صرّاف غير شرعي تُكشَف للمرة الأولى… وألف دولار شهرياً!


أخبار بارزة, خاص 12 كانون الثاني, 2023

كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

عند ذاك الرصيف في منطقة الشويفات، يقضي ماهر (اسم مستعار) يومه، هو الذي قرّر أن يخلق من الأزمة، مهنة، فوجد في مهنة الصرافة الرزق المنتظر!
يدرك الشاب الذي لم يتجاوز عمره الـ 26 عاماً، أنّ عمله ليس شرعياً، ويمسك بمفاتيحه جيداً، هو الذي لم تسعفه الظروف لمتابعة دراسته ونيل شهادة ربما تنفعه، ولم يمنحه الظرف الاقتصادي المتردّي فرصة عمل “محترمة”.

في ضواحي بيروت، يجلس ماهر في منزله المتواضع، عائلته “مستورة”، حالها كحال معظم العائلات اللبنانية.

في زاوية البيت يراقبنا والده بحذر، هو الذي يخشى عليه من هذه المهنة، ويتمنى علينا ألّا نكشف هويته.

لماذا اخترت منطقة الشويفات دون غيرها؟ نسأل ماهر، الذي يجيب واثقاً: “منطقتي، كل حدا بهيدا الشغل بينزل على منطقته بين معارفه وبين الرؤوس الكبيرة الي بيمون عليها”.

غير أنّ هذه الرؤوس لم تحجب عن ماهر ملاحقة القوى الأمنية، فيصارحنا بأنّ التشدّد الأمني كان في ذروته فقط في بداية الأزمة، أما اليوم، فلا تحرّكات تذكر.

وبالعودة إلى تفاصيل هذه الملاحقات، نجدها فارغة، فجلّ ما تقوم به القوى الأمنية هو مصادرة أموال الصرافين غير الشرعيين ووضعها في عهدة الجرائم المالية، ونظراً لكون من يعمل في مضمار الصيرفة المشبوهة لا يكون بحوزته أيّ إثبات، فإنّ هذه الأموال يخسرها صاحبها حكماً.

هامش الربح في مجال الصيرفة غير الشرعية “محرز”، ففي حال استقرار السوق يتراوح المكسب اليومي بين مليون ومليون ونصف، أي ما يعادل 45 مليون شهرياً أي ما يقارب الألف دولار، وهو مبلغ يفوق بعشرات المرات رواتب الموظفين والعمّال في لبنان.

الربح قد ينقلب خسارة في بعض الأيام، يقول، غير أنّ هذه الخضّات لا تدفع ماهر إلى التراجع، معلّقاً: “هالشغل حلو والربح رواق”.

ماهر الذي يعمل لحسابه الخاص، لا ينفي وجود بعض الجهات التي تشغّل صرافين غير شرعيين لحسابها، وربما أيضاً تؤمّن لهم الغطاء اللازم.

أما في ما يتعلّق بتفاصيل يومه وكيف يبدأ العمل، فيخبرنا أنّ “الرزق” يأتي صباحاً، أي في الوقت الذي يسبق تسعيرة التطبيق، وهناك يبدأ الكسب المادي سيّما أنّ بعض الأشخاص يكونون “محروقين” على تصريف الدولار”.

في هذا الوقت التسعيرة تكون – وفق ماهر- متفلتة، تبعاً للمجموعات أو حتى لأهواء الصراف غير الشرعي، ولاحقاً يتم الاحتكام في فترة الظهيرة إلى التطبيق مع هامش ربح يبدأ من 200 ليرة ويرتفع إلى حدود الألف ليرة، وهذا الهامش يحدّده الصرّاف.

وأنتَ ما هامش ربحك؟ نسأل ماهر، الذي يجيبنا 300 ليرة، ثم ينصرف… فزبائنه ينتظرونه حتماً وهم يحملون بين أيديهم “الدولار” الصعب!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us