“سخان الغاز” يحصد الضحايا.. موضةٌ لبنانية “خطرة” تواجه “العتمة”!
كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:
بعد العوائق التي ترزح في أرجاء “كهرباء لبنان”، وبعد الذلّ الذي سببته الطبقة الحاكمة للبنانيين بعدم ايجاد حلول مستدامة للكهرباء، لم يبقَ للمواطن سوى البحث عن البدائل الأوفر من حيث الطاقة واللجوء إلى أسرع وسيلة لتحصيل المياه الساخنة لتلبية حاجاتهم اليومية، خصوصاً في فصل الشتاء.
آخر هذه البدائل، سخان المياه على الغاز، وهو ليس اختراعاً جديداً، بل كان يُستعمَل قديماً في لبنان. إلّا أنّ الحاجة اليوم تستدعي التوفير، لذلك، عاد هذا الإختراع ليبرز في الأسواق اللبنانية كبديل لسخان الكهرباء أو كبديلٍ لكل من ليس له القدرة على تركيب ألواح الطاقة الشمسية.
وبعد ظهور منافع وإيجابيات الطاقة الشمسية المولّدة للكهرباء على الساحة اللبنانية، لجأ العديد من اللبنانيين إلى تركيب الطاقة الشمسية لتوليد الكهرباء من خلال الشمس نهاراً، واستعمال البطاريات ليلاً، والتوفير في دفع فاتورة المولّد التي باتت عالية جداً.
إلّا أنّ القسم الأكبر من المواطنين، لا سيّما الأشخاص ذوي الدخل المحدود، لا يستطيعون تركيب ألواح الطاقة الشمسية، فيندفعون في الآونة الأخيرة نحو سخان المياه على الغاز، وخصوصاً في الشتاء، لتسخين المياه بسرعة كبيرة وتوفير كل عوامل الطاقة التي تتلاعب أسعارها أسبوعياً أو شبه يومياً.
وتالياً، هل سخان المياه على الغاز خطير الاستعمال؟ وهل ينصح به مهندسو الكهرباء؟ وما هي إيجابياته وسلبياته؟
في هذا الإطار، كشف المهندس الكهربائي بشير طراد، في حديث لـ “هنا لبنان”، أنه “طالما هناك أشعة شمس، فإن ألواح الطاقة الشمسية هي الأوفر والأنسب لتوليد الكهرباء وتسخين المياه، أمّا في حال لم تتواجد ألواح الطاقة الشمسية في المنازل، فيعتبر سخان المياه على الغاز هو الأوفر والأسرع في عملية التسخين”.
وبالنسبة لخطورة هذا السخان، يرى أن “خطورته تكمن في تركيبه بطريقة خاطئة”، مشدّداً على أنّ “أفضل مكان لوضعه هو “الشرفة”، ولضرورة تركيبه بطريقة سليمة، لعدم تسريب رائحة الغاز الخانقة، ممّا يسبب الاختناق والموت أحياناً، كما يجب أن توضع قارورة الغاز في مكان لا ينحبس فيه الغاز وذلك لتفادي أي خطورة على حياة الفرد في حال تسرّب الغاز، لذلك ينصح بوضعها خارجاً”.
ويعتبر طراد أنه “في حالة اللبنانيين اليوم، ومع ارتفاع أسعار مواد الطاقة، يشجّع على تركيب سخان الغاز لأنه أفضل من غيره من الوسائل لتسخين المياه، وذلك لأنّ سعر الغاز لا يزال منخفضاً نسبةً للمازوت”، شارحاً أنّ “هذا السخان يختلف في الجودة والنوعية من ماكينة إلى أخرى، ويجب أن يكون مصنّعاً من النحاس وليس من مادة أخرى”.
ويلفت إلى أنّ “الماكينات كافّةً تشمل إنذاراً للحماية والأمن في حال تمّ تسرّب الغاز أو في حال حصول أمر غير متوقع، وتالياً، يوقف الإنذار الغاز المسرّب بسرعة ويمنع اندلاع أي حريق أو اختناق”.
ويشير طراد إلى أنّ “إيجابيات سخان المياه على الغاز كثيرة، وأهمّها، التوفير في السعر، طالما أن سعر جرّة الغاز لا يزال مقبولاً مقارنةً بالمازوت، ويتمتّع بسرعة كبيرة في تسخين المياه ممّا يجنّب الفرد الإنتظار طويلاً لاستعمال المياه الساخنة، مثل سخان المياه الكهربائي أو الشوفاج أو الطاقة الشمسية، بالإضافة إلى أنه يسمح للفرد باستعمال الحاجة المراد استخدامها من دون الإسراف وهدر المياه المتبقية”، جازماً أنّ “نتائج هذا السخان فعّالة جداً إلى حدّ اليوم، وخصوصاً في الشتاء وفي ظلّ انقطاع الكهرباء”.
وفي السياق عينه، يؤكّد المهندس الكهربائي إيلي سعادة، في حديث لـ “هنا لبنان”، أنّ “سخّان المياه على الغاز ليس خطيراً، فهو يسخّن المياه بسرعة وكلفته منخفضة وحجمه صغير”، مضيفاً: “كل جديد له رهجته”، وجديد اللبنانيين اليوم هو سخان المياه على الغاز بعد أن فقدوا كل الآمال المتعلقة بكهرباء لبنان، ولا شك أن اللبناني يبحث دائماً عن الحلول السهلة والأوفر والأسرع له، إذ أن العنوان الأساسي لسخان المياه على الغاز أنه “1/3”!
وربّما كتب على اللبنانيين الشقاء مهما فعلوا، فقد سجلت في الأيام الأخيرة حالات اختناق عدّة أدت إلى الموت، والسبب “سخان الغاز” الذي يعتبر آمناً نسبياً، ولكن التركيب السيئ ووضع قارورة الغاز داخل المنزل له عواقب مميتة.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الصحة الإنجابية في خطرٍ كبير… لبنان كالصين: ولد واحد لكل عائلة! | القطاع التعليمي في لبنان عالق بين “الردّين” و”المفاوضات” | أحداث الجنوب تربك اللبنانيين.. إلغاء رحلات ورفع للأسعار! |