خلف وصليبا يبيتان في المجلس.. و”الدستور” ثالثهما!


أخبار بارزة, خاص 19 كانون الثاني, 2023

صليبا وخلف في المجلس في احتجاجٍ يشبههما، وغداً ربما ينضمّ إليهم آخرون بحثاً عن شعبوية زائفة!


كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:

فجأة ودون سابق إنذار، قرّر نائبا التغيير ملحم خلف ونجاة صليبا الاعتكاف في مجلس النواب احتجاجاً على التعطيل.

فالنائبان اللذان طالبا لمرات عدّة بفتح دورات متتالية، لجآ إلى افتراش المجلس حرفياً، في محاولة للضغط على رئيسه نبيه برّي، بعدما لم تنجح كل محاولاتهما تحت قبّة الجلسة في تغيير الواقع.

ظاهرياً، الخطوة محقّة، كما سخرية الناشطين منها، ربما لأنّ مثالية الشخصيتين باتت تشكلّ عبئاً على الاستنزاف اللبناني.

فنجاة المتضايقة من المنافض، والبعيدة عن لغة الشارع، وملحم خلف الآتي من خلفية حقوقية ومن جمعية فرح العطاء، نموذجان فضائيان بالنسبة لواقعنا التعيس!

ولأنّهما ليسا من كوكبنا – بتركيبتهما – يُفهم لجوؤهما إلى هذا النوع من الاحتجاج، فهما لا يندمجان والشغب والصوت العالي، وتزعجهما الشتائم والغوغائية، وربما في ليالي 17 تشرين كانت نجاة صليبا تحصي عدد الشبان المدخنين وتحضّر دراسة ما حول الأثر السيئ بيئياً، وربما أيضاً كان ملحم خلف يخوض مناقشة حقوقية حول آلية التظاهر ضمن الأطر القانونية!

احتجاج ملحم ونجاة يشبههما، ويشبه الصورة التي تمّ تداولها لهما وهما يقلبان الدستور، ويشبه الأسئلة التي طرحت عليهما حول كيفية قضاء الوقت دون كهرباء، والإجابة المعلبة التي تتلخّص بعبارة “متلنا متل الشعب”، وكأنّهما بموقفها هذا يخطوان خطوة إلى فئة أدنى تحتاج إليهما، وهي الشعب. وهنا لا نتّهم أيّ النائبين، فهذا الاستعلاء جزء من شخصيتهما!

غير أنّ هذا التضامن لم يكتمل، وسط سعي لتأمين المازوت لإنارة المجلس كرمى لأعينهما، في وقت تحرم فيها بعض المستشفيات من هذه النعمة!

ولربما يسأل مواطن “تعيس” نفسه، ألست أحقّ أنا وعائلتي بهذا المازوت الاحتجاجي؟ أيضاً سؤال محق!

مشهد صليبا وخلف المثالي، اخترقه النائب وليد البعريني، المشهور بصوره وسط احتفالات الرصاص والآتي من مجالس المداخن.

وغداً سيخترقه نوّاب آخرون، بحثاً عن بقعة ضوء، أو تهنئة أو شعبوية زائفة!

صليبا وخلف في المجلس، وبرّي في منزله، وباسيل ربما في اللقلوق، وحسن نصرالله يخاطبنا بإصبعه ويصنفنا بين عبيد وأسياد، ونواب التغيير يتخبّطون بين ورقة بيضاء وأسماء عشوائية تبدأ بعصام خليفة ولا تنتهي بزياد بارود، مع حفظ الألقاب، بينما أوجاع الشعب مجرّد شعارات يكرّرونها في الإعلام لتكريس شرعيتهم المزعومة.

يبقى أن نسأل، كيف سيقضي النواب مساءهم هذا؟ هل سيختمون فصول الدستور، أم سيجولون في أروقة المجلس في محاولة لتمرير الوقت، وربما سيتسلّل أحدهم ليلاً إلى منزله الدافئ، ثم يعود فجراً ويتحفنا بتضحيته!

الخلاصة، احتفظوا بهذه التضحيات، وما دمتم تحولتم إلى دمى في مسرحية سمجة، استقيلوا واعترفوا بأنّكم فشلتم.. فربما يشفع لكم الاعتراف ويكفّر عن تخاذلكم وانقسامكم!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us