صراع الجبارين إلى متى؟


خاص, رياضة 29 كانون الثاني, 2023

كتب موسى الخوري لـ “هنا لبنان”:


ديوكوفيتش يفوز ببطولة أستراليا المفتوحة ويعادل رقم نادال في البطولات الكبرى.

عادل الصربي نوفاك ديوكوفيتش رقم منافسه الإسباني رافاييل نادال في عدد البطولات الكبرى بعدما فاز بلقب بطولة أستراليا المفتوحة، أولى بطولات عام ٢٠٢٣ الكبرى، ليصبح عدد ألقاب المسابقات الأربع الكبرى في لعبة الكرة الصفراء ٢٢ لكل منهما. على أن السويسري روجر فيديرير كان قد اعتزل اللعب في العام الماضي وهو على عتبة الـ ٤١ من العمر وفي جعبته ٢٠ لقبًا، تاركًا الساحة للثنائي الصربي/الإسباني لإكمال الصراع نحو المجد الخالد في التنس.

وبالرغم من غياباته المتكررة عن عدد لا بأس به من المسابقات في الموسم الماضي، إمّا قسرًا بسبب فرض بعض المسابقات على اللاعبين تلقي جرعات الطعم المضاد لكورونا والذي رفض ديوكوفيتش تلقيه لأسباب شخصية، وإمّا للإصابة في أحيان أخرى، فقد نجح ديوكوفيتش في افتتاح العام الحالي بأفضل طريقة ممكنة إذ نجح في الظفر بأولى ألقاب البطولات الأربعة الكبرى للعام ومعادلة الرقم القياسي بعدد هذه البطولات والذي أصبح يتقاسمه مع الإسباني رافاييل نادال. ولعل أهم ما فعله ديوكوفيتش من خلال هذا الفوز هو عودته لتربّع عرش صدارة تصنيف لاعبي كرة المضرب في العالم. وهو أمر غير سهل أبدًا لشخص بلغ الـ ٣٥ من العمر. كما حرم ديوكوفيتش منافسه على اللقب في النهائي اليوناني ستيفانوس تسيتسيباس من إحراز أول بطولة كبرى له في مسيرته. وعلى اليوناني أن يتحلى بالصبر ولا ييأس أو يتقاعس خصوصًا وأنه قدم مستوى جيدًا أمام لاعب أسطوري بالرغم من خسارته للنهائي بثلاث مجموعات نظيفة وبنتيجة ٦-٣ ٧-٦ ٧-٦. فتسيتسيباس ما زال في الـ ٢٤ من عمره وأمامه مستقبل زاهر لينافس على الألقاب والتي يتوقع النقاد والمتابعون أن تنحصر بينه وبين الأميركي نيك كيرغيوس والهولندي كاسبر رود ومواطن رافاييل نادال الإسباني كارلوس الكاراز في حال تمكنوا من المحافظة على مستواهم الحالي والارتقاء به لاحقًا.

وبالعودة إلى البطولة التي أحرزها الصربي ولم يخسر خلالها سوى شوط واحد في الدور الأول، فقد سيطر ديوكوفيتش سيطرة شبه مطلقة على اللقاء النهائي مع قليل من المنافسة من قبل تسيتسيباس الذي حاول جاهدًا أن يضيّق الخناق على الصربي في الشوط الثاني على أمل معادلة النتيجة في الأشواط ومنعه من أخذ أريحية عبر التقدم بشوطين نظيفين منذ البداية، فحصل كر وفر إلى أن حسم ديوكوفيتش نتيجة المجموعة لصالحه من خلال شوط فاصل، ثم كرّر الأمر نفسه في الشوط الأخير وفاز به بنفس الطريقة التي حسم بها الشوط الثاني ليحرز اللقب بالإضافة إلى جائزة مالية تقدّر بحوالي مليوني دولار.

وقد اعترف ديوكوفيتش بعد نهاية المباراة بصعوبة المهمة بالرغم من فوزه بثلاثة أشواط نظيفة، خاصة وأنه لم يشارك في بطولة العام الماضي، وأنه عمل جاهدًا وتحضر كثيرًا من أجل الفوز ببطولة العام الحالي، وأن عائلته والمقربين منه يدركون مدى تعبه وتركيزه في الأسابيع الأخيرة قبل البطولة. واعتبر ديوكوفيتش هذا الانتصار الأهم في مسيرته نظرًا للظروف التي أحاطت بالفوز.

ولم ينجح اليوناني في تكرار ما فعله في نهائي بطولة فرنسا المفتوحة رولان غاروس عام ٢٠٢١ عندما تقدم على الصربي بشوطين نظيفين قبل أن يخسر اللقاء، بل وجد نفسه متأخرًا بشوطين كلفاه خسارة جديدة أمام ديوكوفيتش. ولم ينجح اليوناني في الاستفادة من بعض الفرص السانحة للعودة إلى اللقاء، وخصوصًا الكرة التي كان يمكن أن يفوز بها بالشوط الثاني ويعادل النتيجة بشوط لكل من اللاعبين. لكن ديوكوفيتش نجح في فعل ما كان يفعله دومًا في مسيرته الطويلة وهو الحفاظ على برودة أعصابه والتحلي بالصبر ورباطة الجأش عند الأوقات المفصلية ويعود ليفوز بالشوطين الأخيرين واللقاء. على أن تسيتسيباس أثبت عن علو كعبه ونجح في تخليص كرتين كان يمكن أن ينهي بهما ديوكوفيتش اللقاء ويحسم اللقب مبكراً، لكن في النهاية قالت الخبرة كلمتها ونجح الصربي في الفوز ليبقي صراع الجبارين قائمًا بينه وبين نادال.

أرينا سابالينكا تحرز لقب السيدات

وتميزت البطولة أيضًا بفوز الشابة البيلاروسية أرينا سابالينكا باللقب لدى السيدات. والمفارقة أن سابالينكا تعتبر من أكثر اللاعبات اللواتي يفشلن في إرسالهن، فهي ترتكب العديد من الأخطاء المزدوجة خلال مبارياتها. ومع ذلك لم يمنعها الأمر من الفوز بالبطولة لتتسلم كأس الدورة من أسطورة التنس الأميركية بيلّي جين كينغ.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us