بعد جنون الدولار.. هل نتّجه إلى “الدولرة” الشاملة؟

لو كانت مجرّد أرقام، فـ “نيّال اللي ما بيعرف يحسب”.. ولكن تقلّبات الدولار وتخطّيه مستويات قياسية تؤثّر مباشرة على أهمّ القطاعات الحيوية كالمحروقات والخبز، والاتّجاه إلى الدولرة قد يطال كل القطاعات مستثنياً رواتب اللبنانيين.

كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:

تقلّبات الدولار صارت جزءاً من يومياتنا كلبنانيين، تلك التقلّبات التي تقلب حياتنا رأساً على عقب، فمن منّا لم يحمّل على هاتفه تطبيقاً للاطّلاع على سعر الصرف الأسود الذي أصبح “شغلنا الشاغل” هذه الأيام. وكان الدولار قد سجّل خلال الأسبوع الفائت مستويات قياسيّة جنونيّة متخطّياً الـ 60 ألف ليرة ليتراجع قليلاً ثمّ يرتفع من جديد، وقد انسحب هذا الارتفاع على دولار “صيرفة” فأصبح 42 ألفاً.

المحروقات على خُطا الدولار “طلوع ونزول”

مع الارتفاع الجنوني للدولار، صفيحة البنزين تخطّت المليون ليرة، ومن المرجّح أن تشهد مزيداً من الارتفاع. ومع أنّ جدول المحروقات أصبح يصدر مرّتين يوميّاً، إلّا أنّ بعض المحطّات ما زالت ترفع خراطيمها وتقفل أبوابها كلّما سجّل الدولار ارتفاعاً جديداً، بانتظار إصدار جدول الأسعار الجديد… وهذا الأمر نفسه ينطبق على ربطة الخبز قوت الفقير… فإلى متى سيبقى اللبنانيون يقبعون تحت رحمة ومزاجيّة الدولار والمضاربين الذين يتلاعبون به وبحياة اللبنانيين أيضاً؟

وفي السياق، أوضح الخبير في الأسواق المالية نديم السبع في حديث لـ “هنا لبنان” أنّنا مع كلّ ارتفاع في سعر الدولار نتّجه تلقائياً إلى “دولرة” البلد، وبالتالي تفقد الليرة اللبنانية قيمتها في التداول. مشدّداً على أنّ أكثر القطاعات التي تتأثّر بارتفاع الدولار وانخفاضه هو قطاع المحروقات، ومن الممكن أن نراها تُباعُ قريباً بـ “الفريش دولار”! أمّا قطاع الطحين والخبز، فهو يتأثّر كذلك بعدم استقرار الدولار، ولكن من المستبعد أن يتمّ التّجاه إلى “دولرة” هذا القطاع، وذلك لأسباب تقنية واجتماعية، فحتى لو ارتفع سعر ربطة الخبز أو انخفض تبعاً لتقلّبات الدولار، إلّا أنه سيبقى بالليرة اللبنانية.

وعن مشكلة الرواتب التي ما زالت بالليرة اللبنانية، رأى السبع للأسف أنّ الذين يتقاضون رواتب بالليرة باللبنانية ستنخفض قدرتهم الشرائية أكثر وأكثر خاصة مع ارتفاع الدولار، وبالتالي الحلّ يكون في دولرة الرواتب وإلّا سنشهد تزايداً في حالات الفقر!

مواضيع مماثلة للكاتب:

مساحات البناء المرخّصة تراجعت.. فهل يعاود القطاع نشاطه؟

هاجس انقطاع الأدوية يرافق اللبنانيين… فهل من أزمة جديدة؟

أشجار زيتون الجنوب من عمر لبنان… “قلوبنا احترقت عليها!”