“إلغاء المنصة لم يعد محسوماً”.. أزمة الباسبورات لم تنتهِ ولا طلبات مستعجلة!
أكثر من عام على أزمة جواز السفر اللبناني، وفيما تفاءل العديد بالتصريحات التي أكّدت التوّجه لإلغاء المنصة غير أنّ هذه الخطوة لا تبدو واقعية في هذه الظروف وتحقيقها صعب جداً إن يكن مستحيلاً..
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
في نهاية الشهر الماضي، كشف مدير عام الأمن العام اللواء عباس إبراهيم عن “إلغاء منصة جوازات السفر بعد شهر ليصبح تقديم الطّلبات بشكل طبيعي”، لكنّه في الوقت نفسه لفت إلى أنّ إقبال الناس على استصدار الجوازات يفوق قدرة المديرية التقنية على الإصدار.
فهل تُلغى حقاً منصة تقديم جوازات السفر نهاية هذا الشهر؟
وفق معلومات “هنا لبنان”، لا شيء واضح ومؤكّد بعد، علماً أنّ مراكز الأمن العام قد أفسحت للمجال للمواطنين كي يقدموا على جوازات السفر البيومترية، وتعمل المراكز أيضاً على تقريب المواعيد على المنصة “أوّل بأوّل”، فمواعيد شهر آذار على سبيل المثال قُدّمت إلى الشهر الحالي، وتمّ إبلاغ المواطنين بمواعيدهم “المقرّبة” من خلال رسائل نصّية وصلت إلى هواتفهم.
والهدف اليوم بحسب المصادر هو “الانتهاء من مواعيد منصة جوازات السفر بأسرع وقت ممكن، وذلك كي تتمكّن مراكز الأمن العام من استقبال طلبات “الباسبورات” بشكل منظّم يحول دون حدوث الفوضى”.
وتعتبر المصادر أنّ “إلغاء المنصة دون إنهاء جزء كبير من الطلبات، سيؤدّي إلى تهافت الناس بشكل كبير إلى مراكز الأمن العام”.
إلى جانب التخوّف من الفوضى، تُشير المصادر إلى أنّ “إلغاء المنصة سيستدعي حضور جميع عديد المراكز الإقليمية بشكل يومي، وهذا ما لا يمكن تطبيقه، أولًا بسبب عدم قدرة الموظفين على تحمّل أعباء التنّقل اليومي في ظلّ الانخفاض المستمر في قيمة رواتبهم والتي ما زالوا يتقاضونها بالليرة اللبنانية، وثانيًا بسبب لجوء العديد من العناصر إلى القيام بأعمال أخرى، خارج إطار العمل الأمني، لعدم كفاية الرواتب، وهذا ما تغض عنه النظر قيادات الأجهزة الأمنية كافة نظراً لسوء الأوضاع الاقتصادية”.
وتلفت المصادر إلى أنّ “المديرية عملت على زيادة العديد داخل المراكز منذ حوالي الشهر لكنّ الأمر لم يدُم لأكثر من أسبوعين، بسبب عدم تمكّن الجميع من الالتحاق بالعمل، فالدوام الحالي يتمثّل بيوم عمل مقابل يوم عطلة، في الوقت نفسه باتت المراكز تستقبل الطلبات بشكل مضاعف، وذلك بحسب القدرة الإستيعابية لكل مركز من جهة، وبحسب الكثافة السكانية لكل منطقة من جهة أخرى”.
إذًا، العمل داخل المراكز يجري بشكل جيد، بحسب ما تؤكّد المصادر، لكن يبقى هناك مشكلة المواطنين الذين يضطرون إلى الحصول على جواز سفر “سريع” لأسباب عدّة أبرزها عقد العمل أو طلب العلاج أو الدراسة، وهؤلاء لا تتيسّر أمورهم، فسابقًا كان بإمكانهم تقديم طلب “إسترحام” داخل المديرية في منطقة المتحف – بيروت، ليتوجّهوا بعد الموافقة على طلبهم إلى دائرة العلاقات العامة للطلبات المستعجلة لإجراء المعاملة، ومن ثمّ الحصول على باسبور خلال أسبوع وذلك برسم وقدره 2 مليون و100 ألف، وهو رسم يتخطّى المفروض على جواز السفر العادي.
وتوضح المصادر أنّ سبب إلغاء الطلب المستعجل، يعود إلى الفوضى أيضًا، إذ تقدّم آلاف الطلبات يومياً.
على ما يبدو فإنّ الحلّ لأزمة جوازات السفر ليس قريباً، وخيار “إلغاء المنصة” لم يعد وفق المعطيات في المدى المنظور!
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |