لبنان غرق في الأمطار والجبال استقبلت الثلوج.. هل أنقذت “فرح” مواسمنا؟


أخبار بارزة, خاص 13 شباط, 2023

تأخر تساقط الأمطار والثلوج شكّل ضربة للزراعة والسياحة في لبنان، فهل عوّضت العواصف الأخيرة الخسائر؟


كتب أنطوني الغبيرة لـ “هنا لبنان”:

لم تشَأ الطبيعة حِرمان لبنان من خيراتها، فكانت العاصفة فرح، التي ناقضت بعطائها كلّ المؤشرات التي أشارت إلى احتمالية دخول هذه الأرض دوّامة الجفاف، ما يضرب أكثر قطاعات الوطن نشاطاً.

فكيف استغلّ قطاعا الزراعة والسياحة هذه النعمة؟

“لم يسمح المزارع اللّبناني للوضع الاقتصادي السيئ بأن يعكّر عليه صفو العاصفة”، يؤكد رئيس تجمّع الزراعيين في البقاع إبراهيم ترشيشي لـ “هنا لبنان”، موضحاً أنّ “المزارع اللبناني كان بحاجة لهذه الأمطار – التي تأخرت أكثر من شهر عن موعدها الطبيعي – غير أنّها ورغم هذا التأخر عادت وبغزارة ما انعكس إيجابياً على تعبئة الآبار الإرتوازيّة وفتح مجاري المياه وقتل الأمراض والعفونة على الشجر، وغير ذلك”.

وأشار ترشيشي إلى “الخير الّذي يحمله الشتاء لمُختلف القطاعات خاصةً السياحيّ مع تساقط الثلوج”. إلى ذلك توقف عند بعض الأضرار التي تسجّل فـ”البيوت البلاستيكية التي يصنعها الإنسان ستضرّر”.

وبحسب ترشيشي، فإنّ درجات الحرارة المتدنية وخصوصاً في المناطق الساحليّة، هي التي تسبب أضراراً جسيمة بالمحاصيل الزراعيّة؛ فـ “التدنّي الكبير يضرّ بمنتوجات البيوت البلاستيكية وبالتالي يتأخر إنتاجها نحو 40 يوماً ممّا يؤدي إلى ارتفاع الأسعار، ناهيك عن التدفئة التي يتكبّدها المزارع الأمر الّذي يشكّل عبئاً جديداً عليه فكمية إنتاجه ستكون قليلة وأسعاره مرتفعة”.

وأوضح أنّ “كلفة الإنتاج الزراعي في السنوات الماضية كانت باهظة، ما شكّل خسارة للمزارع في جميع الأصناف”، مبيّناً أنّ “القطاع الزراعي في لبنان هو القطاع الوحيد الذي يشتري بالدولار ويبيع بالليرة اللبنانية”.

وفي ما يتعلّق بمعاناة الذي يربّون المواشي في الجبال مع تدنّي درجات الحرار، قال ترشيشي: “المشكلة الأساسية لهؤلاء هي في تصريف الحليب، خصوصاً وأنّ الحليب المصنّع بالزيوت والمستحضرات يغزو الأسواق، وهذا يشكّل عاقة وعاهة على الإنتاج المحلّي”، وتابع مناشداً وزارات الزراعة والصناعة والإقتصاد اللتدخّل السريع لحماية مربي المواشي، ومشدّداً في السياق نفسه على “ضرورة ذِكر تركيبة الحليب عند بيعه وعدم غشّ المستهلك”.

من القطاع الزراعي ننتقل إلى السياحة والتي تأخر موسمها هذا العام، ومع أنّ الثلوج قد تساقطت أخيراً، غير أنّ استمرارها فوق الجبال يرتبط بالمناخ وبدرجات الحرارة.

نائب رئيس نقابة أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري خالد نزهة، أوضح لـ”هنا لبنان” أنّ “موسم التزلّج تأخر كثيراً، والأثر السلبي انعكس بالدرجة الأولى على فترة الأعياد”.

ومع أنّ الفنادق وبيوت الضيافة والشاليهات في صنين، الزعرور، فاريا، فقرا، كفردبيان والأرز، قد شهدت حركة هائلة في الأيام الأخيرة، وفق نزهة، غير أنّ ذلك لا يعوّض الخسائر.

وتحدّث نزهة عن “تعاون شركة طيران الشرق الأوسط مع النقابات التي تشّكل القطاع السياحي لدفع السوّاح إلى المجيء إلى لبنان بكلفة إقامة مقبولة، وذلك بهدف إستقطاب أكبر عدد وإعادة تنشيط السياحة الشتوية”، آملاً أنّ “تتحوّل السياحة في لبنان من موسميّة إلى مستدامة وأن يعود لبنان إلى الصورة التي عرفناه بها”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us