لا دوحة… بل تمسك بمعادلة الطائف
كتب المحرر السياسي:
ترفض قوى سيادية متمسكة باتفاق الطائف ومعادلة المناصفة التي قام عليها، أن يتم تكرار “اتفاق الدوحة” من خلال الدعوة إلى حوار لبناني لإنجاز الاستحقاق كما حصل عام 2008، وترى في ذلك محاولة من محور المقاومة لـ “خردقة” الطائف وتجويفه وتفريغه من محتواه من خلال ضرب معادلة المناصفة التي قام عليها باتجاه المثالثة.
والمعلوم إن وثيقة الوفاق الوطني المعروفة باتفاق الطائف وافق عليها النواب الذين اجتمعوا في السعودية عام 1989، أما اتفاق الدوحة فجاء بعد شغور رئاسي الذي قارب السنة (2007-2008) على أثر مغادرة الرئيس إميل لحود بعبدا من دون تمكن النواب من انتخاب رئيس، بسبب الانقسام العمودي بين القوى السياسي بين 14 و8 آذار، ونجحت قطر في عقد مؤتمر للقوى السياسية في الدوحة انتهى باتفاق على انتخاب العماد ميشال سليمان رئيساً، وتشكيل حكومة وحدة وطنية يكون فيها لحزب الله الثلث المعطل من خلال وزير ملك يكون من حصة الرئيس،بعد أن خصصت له حصة وزارية لا يحق له فيها وفق اتفق الطائف لأنه هو الحكم ولا يصوت في مجلس الوزراء..
وقد ساهم اتفاق الدوحة بتعديل اتفاق الطائف من دون الإعلان عن ذلك وبشكل يؤذي الوحدة الوطنية. وفي هذا السياق ينقل زوار بكركي عن البطريرك تخوفه من أن يكون الهدف من إطالة أمد الشغور تعطيل كامل للنظام السياسي وتطيير الدستور الأمر الذي يعزز مطالبة البعض بعقد مؤتمر تأسيسي ينهي عندها مفاعيل الطائف ويدخل لبنان في المجهول، لذلك يتحفظ البطريرك على عقد لقاءات في بكركي للأقطاب الموارنة أو للنواب المسيحيين خوفاً من تقزيم الاستحقاق الوطني وتحويله إلى استحقاق مسيحي، وبالتالي تحميل المسيحيين وبكركي تحديداً مسؤولية تعطيل الاستحقاق لعدم الاتفاق وهذا ما سيدفع محور الممانعة للمطالبة بمؤتمر تأسيسي لإعادة تركيب السلطة. ولذلك ينفك البطريرك الراعي من دعوة النواب إلى المجلس والبقاء حتى انتخاب رئيس من دون ابتداع اجتهادات دستورية لإطالة التعطيل للوصول إلى هدف البعض بتغيير النظام وهوية لبنان.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تيننتي: لا صحة للانباء عن جولة لـ”اليونيفيل” في بعلبك | أوامر اعتقال بحق نتنياهو وغانتس… وردود أفعال غاضبة: “فضيحة غير مسبوقة” | دريان: فرحتنا لا تكتمل بالاستقلال إلّا بوجود رئيس جمهورية |