لو كان رفيق الحريري بيننا..
القوى الظلامية التي اغتالت الرئيس الشهيد عادت لتغتال مدينة بأكملها في ثالث أكبر تفجير غير نووي، فبكت بيروت هذه المرة بكاءً أشد حرقة فمن سيعمّرها هذه المرة!
كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:
في ١٤ شباط ٢٠٠٥ امتدّت يد الغدر لتهدم ما بناه الرئيس الشهيد رفيق الحريري بكلّ ما أوتيت من فائض قوة، فكان الاغتيال نقطة البداية. في ذاك اليوم الأسود خسر لبنان قامة وطنية وأحد مداميك اتفاق الطائف، فهو صاحب مقولة “وقفنا عد”.
لم يرَ الرئيس الشهيد خاصية لبنان إلّا بجناحيه المسلم والمسيحي، وحرص أن يكون لبنان واحة للحوار ونموذجاً في محيطه العربي، فسعى بأن يكون لبنان وجهة للعرب ورسالة تآخٍ للعالم.
القوى الظلامية التي اغتالت الحريري يومها، ما زالت ماضية في نهجها التخريبي لتهدم وتغتال ما تبقى من لبنان ومن اقتصاد وائتمان وعلاقات دولية وعربية.. فهذه القوى نفسها اغتالت مدينة بأكملها في ثالث أكبر تفجير غير نووي، فبكت بيروت هذه المرة بكاءً أشد حرقة فمن سيعمّرها هذه المرة!
وكما لم تخضع تلك القوى لعدالة المحكمة الدولية، ما زالت اليوم تحارب العدالة الوطنية وتسعى لنسف تحقيق تفجير المرفأ..
واليوم، وبغياب الرئيس الشهيد رفيق الحريري عن الساحة السياسية اللبنانية، تحوّلت لغة الانفتاح واليد الممدودة التي عُرِف بها إلى تطرّف وهدم، ولم يبقَ سوى إصبع مرفوعة تُلوّح تهديداً ووعيداً!
وفي الذكرى الثامنة عشر لاغتيال الرئيس رفيق الحريري، قال النائب أشرف ريفي في حديث لـ “هنا لبنان”: “لو كان الرئيس الشهيد رفيق الحريري بيننا اليوم، لما كان لبنان يعيش هذه الأزمة التي نعيشها اليوم لأن الرئيس الحريري كان صاحب حلول وصاحب مبادرات، فحكماً لو كان بيننا لما كان الوضع كما هو عليه، ولذلك نقول اليوم رحم الله الشهيد رفيق الحريري”.
وأضاف ريفي: “نريد أن نطمئنه أنّ كل الحقيقة في ملف اغتياله قد ظهرت، ولكن العدالة لم تطبق ونأمل أن يأتي يوم ونطبقها”.
أما عضو تكتل الجمهورية القوية النائب رازي الحاج في تعليق على سؤال، ماذا لو كان الرئيس الحريري بيننا اليوم ما الذي كان قد تغير في المشهد السياسي؟ فقال لـ “هنا لبنان”: “هذا المشهد السياسي الذي نشهده اليوم من وجود حزب الله وطريقة تحكّمه بمفاصل الدولة، كان الرئيس الحريري يعاني منه أيضاً عندما كان رئيس حكومة في عهد الرئيس إميل لحود، فهذا الإمساك الذي كان واضحاً خلال الوصاية السورية استكمل ما بعد الخروج السوري بإعادة وضع اليد من قبل حزب الله، فلا أعتبر أنّ المشهد السياسي كان سيكون مختلفاً كثيراً. ولكن ربما كانت لتكون لدينا معارضة أقوى، ولكن هذه المعارضة الأقوى كانت ستتعرض مجدداً لنفس مسار الاغتيالات الّذي تعرّضت له.. ولكن في خضم الأزمة الاقتصادية كان الرئيس الحريري بحكم علاقاته الدولية ليسرّع موضوع خطة التعافي، وما كنا وصلنا لهذا الدرك من الانهيار”.
وأضاف الحاج “بالتأكيد أن رجلاً مثل الرئيس الحريري بعلاقاته الدولية كان ليكون سنداً للبنان في هذه الظروف الصعبة، فهو لطالما كان المحاور اللبق القادر أن يفتح خطوطاً مع الجميع والقادر على محاورة الجميع ضمن سقف الدستور وضمن العلاقات السياسية واللعبة الديمقراطية الطبيعية وليس بلغة القتل والعنف والاغتيال”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! | لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! | انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة |