كرة القدم اللبنانية في وضع الموت السريري فهل من منقذ؟
خاص “هنا لبنان” – كتابة موسى الخوري
هذا العنوان سيزعج بعض المطبلين والمزمرين و”الزقّيفة” لإنجازات وهمية لم تعد قادرة على إشاحة النظر عن الإخفاقات المتتالية التي تطال كرة القدم اللبنانية بالجملة لدرجة لم يعد بمقدور أكبر خبراء كرة القدم العالميين إصلاح ما اقترفته أيدي القيمين على اللعبة الشعبية الأولى في لبنان. نعم، ما زالت كرة القدم الأكثر إقبالًا وجماهيرية بين كل الألعاب. ليس في هذا الكلام انتقاص من قيمة لعبة كرة السلة اللبنانية، فكرة السلة وصلت إلى أعلى المراتب القارية والعالمية وذلك بفضل جهود اتحادها وأنديته الذين يبذلون الغالي والنفيس في سبيل إعلاء شأن اللعبة. ولكن، وبالرغم من ذلك، فكرة القدم ما زالت تستقطب عددًا كبيرًا من الجمهور الذي لم يكلّ ولم يملّ من دعم ومؤازرة فرقه والمنتخبات حتى ولو ساءت حال اللعبة فنيًا وإداريًا وتحكيمياً. فالمشجع اللبناني شغوف بالكرة ويعشقها حتى الجنون وهو يستحق أفضل من ما هو لديه الآن بكثير.
ليس في هذا الكلام تجنٍّ على القيمين الحاليين على اللعبة، إلّا أنّ بعض الوقائع التي تحصل يومياً تنخر بجسد لعبتنا الحلوة كالسوس.
فقد أصبحت اللعبة التي تحلو بها أيام الجماهير بشعة في ظل تكاثر وتعاظم الأخطاء والتي نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر:
– ملاعب لبنان التي يتقاذف اتحاد الكرة والبلديات مسؤولية تأهيلها. فمنذ كأس آسيا التي جرت على أرض لبنان عام ٢٠٠٠، والتي اعتبرت إنجازًا غير مسبوق للكرة اللبنانية على عهد الاتحاد السابق، أهّل الاتحاد ثلاثة ملاعب أساسية في جنوب وشمال لبنان وعاصمته بيروت وهي ملاعب صيدا وطرابلس. إضافة إلى ملاعب رديفة للتمارين كملاعب الجامعة الأميركية في بيروت وبيروت البلدي وملعب مجمع فؤاد شهاب الرياضي الذي تجري عليه معظم مباريات الدوري حاليًا وبرج حمود والصفاء وطرابلس البلدي وبرج حمود والصفاء وغيرها من الملاعب. أضف إلى أن العديد من الأندية تستعمل ملاعب البلديات أو تملك ملاعبها كملعب نادي النجمة في المنارة وملعب العهد على طريق المطار وملعب الخيارة في البقاع والسلام زغرتا في منطقة المرداشية والتضامن صور في صور وملعب أمين عبد النور في بحمدون، هذا بالإضافة إلى ملاعب كثيرة تستعملها الأندية والأكاديميات لتدريب لاعبيها. ولكن ما هي حالة هذه الملاعب؟ معظمها في وضع يرثى له والسبب الأساسي هو غياب التمويل مما يصعّب مهمة استثمار واستصلاح أرضيات ومنشآت تلك الملاعب وذلك بالرغم من سماعنا الكثير من الكلام حول مشاريع من ذلك النوع والوعود التي تذهب أدراج الرياح فلا يتبقى لنا سوى بعض الملاعب ذات أرضية العشب الاصطناعي والتي تقل جودتها عن ملاعب العشب الطبيعي والأسوأ من ذلك أنها تسبب الإصابات المتكررة للاعبين بفعل قوة الاحتكاك عند ملامسة أقدام اللاعبين للأرضيات الصناعية. الجمهور واللاعبين ملوا وينتظرون المبادرة من الاتحاد والبلديات، فلماذا لا نباشر بتأهيل المنشآت الثلاثة الأساسية في صيدا وطرابلس وبيروت ذات العشب الطبيعي ونعطي مجالًا للاعبين والجماهير للاستمتاع بكرة قدم على ملاعب صالحة للعب كرة القدم على مستوى عالٍ؟
– تحديد أعداد الجماهير والذي تتضرر منه الأندية ذات الشعبية الكبيرة وعلى رأسها النجمة ومن ثم الأنصار والعهد والبرج. كل تلك الأندية تعاني من تحديد عدد المشجعين المسموح لهم بمتابعة المباريات، تارة بحجة حفظ الأمن وتجنيب وقوع المشاكل بين جماهير الأندية وتارة أخرى بذريعة قلة القدرة الاستيعابية للملاعب الصغيرة وحفظ سلامة اللاعبين. والخلاصة أنّ الأوان قد آن لتجهيز ملاعب ذات قدرة استيعابية أكبر بهدف إنجاح اللقاءات الكبيرة وإسعاد الجماهير التي تحتشد خلال المبارزات الحساسة.
– نقطة من النقاط الإيجابية على قلتها هي مستوى النقل التلفزيوني الذي يعتبر جيدًا ويستطيع إيصال الصورة بأفضل حلة ممكنة. ولكن شكاوى عدد كبير من الإعلاميين قد كثرت حول طريقة مندوبي اتحاد الكرة بمعاملة القيمين على الملاعب لبعض الصحافيين بطريقة دونية تبلغ حد الاحتقار أحيانًا. وهنا السؤال: ماذا ينتفع الاتحاد لو “طفّش” إعلاميين ينقلون المباريات ووقائعها عبر وسائلهم الإعلامية؟ أم يفضل الاتحاد أن يوصل صوته وصورته عبر إعلام المطبلين والمزمرين و”بياضي الوجه”؟
– وأخيرًا وليس آخرًا طبعًا، قضية التحكيم. فمهما قلنا وكتبنا وسنقول ونكتب، لن يستقيم وضع كرتنا اللبنانية قبل نفضة تامة وكاملة للطاقم التحكيمي اللبناني برمته. فأخطاء الحكام وصلت إلى حد لا يوصف ولا يمكن أن يركب حتى على قوس قزح. حكام لبنان في وادٍ واللعبة في وادٍ آخر والمطلوب إعادة تأهيل شاملة كاملة للحكام لأنه لو طلب مني أحد توثيق أخطاء الحكام في الملاعب اللبنانية وبحق كل الفرق. فلنبدأ بقلب الطاولة وتأهيل الحكام قبل أن نقول على كرة القدم اللبنانية السلام.
مواضيع مماثلة للكاتب:
سوق الانتقالات حامية دائمًا.. ما هي آخر المعلومات؟ | دوري كرة القدم وقصة إبريق الزيت.. السلبيات تفوق الإيجابيات | نوفاك ديوكوفيتش.. الاسطورة الحية |