العصابات تنشط في لبنان.. “دولارات مزّورة وتشليح”!

وسط مناخ أمني متلبّد، أساليب جديدة ومسرحيات مبتكرة لعصابات سرقة الهواتف في لبنان: تهديد وخداع بدولارات مزّورة، وتجّار يقعون ضحية، فما الحل؟!

كتبت ريتا عبدو لـ “هنا لبنان”:

نشطت في الآونة الأخيرة عصابات سرقة الهواتف الذكية في لبنان، فابتكر هؤلاء أساليب جديدة و”مسرحيات مبكلة”.

هذه العمليات التي تأتي وسط مناخ أمني متلبّد، أصبحت تبثّ الخوف في نفوس التجّار الذين باتوا عرضة لعمليات سلب ممنهجة.

في هذا السياق يسرد أحد أصحاب متاجر الأجهزة الخليوية في منطقة الدورة لـ “هنا لبنان” تفاصيل عملية السرقة التي وقع ضحيتها عشية 14 شباط، موضحاً أنّ اتصالاً هاتفياً ورده من أحد الأشخاص الذي سأله عن مواصفات هاتف “Samsung Note20 Ultra”، والذي يبلغ سعره 530$.

ويوضح التاجر أنّ المتصل قد سأله عن تفاصيل وميزات الجهاز، واسترسل بالحديث، ما جعله يطمئن إلى أنّ الزبون مثّقف وجدّي، مضيفاً: “طالب باستلام الهاتف قبل 14 شباط، وادّعى أنّه لا يستطيع القدوم إلى منطقة الدورة، وأنّه يفضل استلام الهاتف من خلال “الدليفيري” في منطقة الحدت بالقرب من مهنية الكفاءات”.

لم يشكّ التاجر بنوايا الزبون فأوفد موظف “الدليفيري” في الموعد المتفق عليه، محملاً إيّاه الهاتف ونصائح بأن يكون حريصاً لحظة التسليم، غير أنّ ذلك لم ينفع.

“ما إن وصل الموظف حتى وصل الزبون المزعوم ومنحه 550$، وقبل أن يعيد إليه الموظف مبلغ الـ20$ نشل الكيس الذي وضع فيه الهاتف بقوّة وفرّ بسرعة قصوى”، يقول التاجر، مضيفاً: “الموظف للحظة لم يدرك ما حصل، ليستوعب لاحقاً أنّ الـ550$ مزورة، فحاول عندها اللحاق بالسارق دون أي جدوى!”

يلفت التاجر إلى أنّ هذه المحاولة ليست اليتيمة، إذ ورده اتصال ثانٍ في 13 شباط، من أحد الأشخاص الذي طلب شراء هاتف على أن يتم إيصاله للعنوان نفسه الذي وقعت فيه السرقة الأولى.

“ربما كان زبوناً حقيقياً وربما لا”، يعلّق التاجر الذي لم يستفق بعد من عملية النصب التي تعرّض لها، موضحاً أنّه تواصل مع الأجهزة الأمنية ووضعها في الأجواء لتتبّع الأمر، غير أنّ الزبون عاد وألغى الطلب في اللحظة الأخيرة.

السارق الذي أوقع تاجر الدورة في فخّه، كانت له مسرحية أخرى في منطقة الزلقا، إذ أعاد السيناريو نفسه مع أحد تجّار المنطقة، وهذه المرة أسدل الستار على السرقة بقوّة السلاح!

إذاً، عمليات نصب، تهديد وخداع بدولارات مزّورة، وتجّار يقعون ضحية، فما الحل؟!

“الحذر ضروري جداً”، يؤكد مصدر أمني لـ “هنا لبنان”، داعياً تجّار الهواتف والأجهزة الالكترونية لمحاولة التحقّق من هوية الزبون قبل الإقدام على أيّ عملية بيع خصوصاً عبر خدمة الدليفيري.

ويدعو المصدر التاجر الذي يقع ضحية السرقة إلى تقديم شكوى في مخفر المنطقة التي يتواجد فيها خلال 24 ساعة من زمن حصول السرقة، وإبراز رمز الـ”IMEI” الخاص بالجهاز المسروق، ليتم تعميمه.

أما بعد مضي 24 ساعة دون تقديم بلاغ، ففي حينها على من تعرّض للسرقة أن يتوجّه إلى النيابة العامة في بعبدا لتقديم شكوى ضد مجهول مبرزاً كذلك رمز الـ”IMEI”.

مواضيع مماثلة للكاتب:

مساحات البناء المرخّصة تراجعت.. فهل يعاود القطاع نشاطه؟

هاجس انقطاع الأدوية يرافق اللبنانيين… فهل من أزمة جديدة؟

أشجار زيتون الجنوب من عمر لبنان… “قلوبنا احترقت عليها!”