معادلة الرئاسة والنفط والفقر

انتخاب رئيس للجمهورية ليس تفصيلاً بالنسبة للحزب بل هو حركة سياسية أساسية فإما أن تأتي متناسبة مع مشروعه السياسي، وإما لا حرج في الانتظار حتى تحقيق الغاية المرجوة.

كتب بسام أبو زيد لـ “هنا لبنان”:

قبل عيد الفطر لن يكون هناك أيّ تطور عملي في مسألة انتخاب رئيس للجمهورية، وربما يمتدّ الأمر لفترة أطول كي يستخلص الثنائي الشيعي أن إيصال مرشحه رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلى سدة الرئاسة دونه عوائق كثيرة.

حتى الآن هذه القناعة لم تتكوّن بعد، ولا يزال حزب الله يحاول تأمين الـ ٦٥ صوتاً بطريقة أو بأخرى حتى أنه قد يكون مراهناً على تغيير في الموقف السعودي وهنا ربما سينتظر طويلاً.

انطلاقاً من هذا الواقع يسأل الكثير من المعنيين عن فترة الشغور في الرئاسة الأولى التي يستطيع حزب الله أن يتحملها، فالبعض يرى أن بيئة الحزب مأزومة ولا تستطيع تحمل المزيد من الإنهيار، والبعض الآخر يقول أن ليس هناك من أفق لمهلة لدى الحزب وأن الأمر ليس مرتبطاً بوضع بيئته أو بوضع اللبنانيين بشكل عام، فانتخاب رئيس للجمهورية ليس تفصيلاً بالنسبة لحزب الله بل هو حركة سياسية أساسية فإما أن تأتي متناسبة مع مشروعه السياسي، وإما لا حرج في الانتظار حتى تحقيق الغاية المرجوة.

يدرك حزب الله أنّ رئيساً معادياً له لا يمكن أن يصل إلى سدة الرئاسة، كما يفترض أنه يدرك أن رئيساً موالياً له ١٠٠% لن يصل أيضاً، وأن العمل جارٍ حالياً من أجل إيجاد رئيس مختلف عن كل الرؤساء الذين تعاقبوا على بعبدا منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم، أي أنّ الحاجة هي لرئيس لبناني لا تحكمه أي وصاية خارجية بمعنى أنها لا تتحكّم بقراراته وتملي عليه المسموح والممنوع.

وفي هذا السياق لا يستقيم الحديث عن وصاية خارجية على رئيس يتمتع بعلاقات جيدة مع الدول العربية وتحديداً الخليجية ودول العالم، فهذه الدول تشكل الرافعة لأي عملية إنقاذ وإصلاح ولا ترغب في أن يكون لبنان ساحة لمشاريع سياسية لا تمت إليه بصلة، ولكنها ترغب بالتأكيد في أن يلتحق البلد بركب التطور والتقدم وأن يعود مساحة للتلاقي والتفاعل، وأن يتمتع بالاستقرار والازدهار ولن يتحقق هذا الأمر إلا باستقلالية القرار السياسي والاقتصادي للدولة وأركانها عن مخططات أصابت دول عربية في الصميم وتدفع شعوبها الأثمان الباهظة رغم أن بعضها يفترض أن يكون غنياً لأنه يمتلك النفط، فهل يريدون لنا أن نكرر تجربة النفط والغاز والفقر في لبنان؟

مواضيع مماثلة للكاتب:

في لبنان ما يستحق الحياة

تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب”

يحقّ لنا أن نسأل