مرض صامت يقتل اللبنانيين.. هل تعرفون ماذا تتنشقون؟
الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب لبنان هي أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة التلوث في الهواء، نتيجة غياب الصيانة، وغياب الرقابة إن على المعامل أو صيانة السيارات أو غيرها من الأمور التي تؤدي إلى انبعاثات غازية، تزيد من الغازات السامة في الهواء.
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:
على الرغم من كل الأزمات التي تمر بها البلاد، إلّا أنّ هناك العديد من المشاكل التي قد يتعرّض لها اللبناني دون أن يدرك ذلك. فنتيجة لكل المشاكل، لم تعد مشكلة التلوث البيئي واحدة من الأولويّات لدى المواطن، على الرغم من كونها واحدة من المشاكل الصامتة التي قد تعرض حياته للخطر، لا سيما تلوث الهواء، والذي يؤدي بحسب آخر الدراسات والأرقام إلى وفاة شخص من كل 9 أشخاص.
وتشير المعلومات إلى أنّ الأزمة الاقتصادية الخانقة التي تضرب لبنان هي أحد أبرز الأسباب التي أدت إلى ارتفاع نسبة التلوث في الهواء، نتيجة غياب الصيانة، وغياب الرقابة إن على المعامل أو صيانة السيارات أو غيرها من الأمور التي تؤدي إلى انبعاثات غازية، تزيد من الغازات السامة في الهواء.
وفي هذا الإطار، يشير رئيس حزب البيئة العالمي ورئيس خبراء حماية الصحة والبيئة العالمية والمستشار الدولي لشؤون البيئة العالمية والمناخ ومستشار الهيئة العليا للإغاثة في السراي الحكومي لبنان الدكتور دوميط كامل، إلى أنّ ارتفاع المواد الكيميائية في الهواء، تزيد من عملية التلوث، وبالتالي تزيد من المتلوثات التي يتنشقها الإنسان، ما سيؤدي حتماً إلى العديد من الأمراض التي قد تصيبنا إن في الدّماغ أو الرّئتين أو أيّ مكان آخر في الجسم.
كامل وفي حديث لـ “هنا لبنان” طمأن إلى أنّ أماكن التلوث في لبنان محدودة جداً، كما أنّ طبيعة الهواء في لبنان، تسمح بتغيير كبير في الهواء ما بين الليل والنهار، وبالتالي فإنّ الهواء الملوث يزول مع بداية يوم جديد، وهذا يحدث في المناطق ما دون الـ 300 متر أي حيث تكثر المناطق الصناعية والطرقات العامة والأوتوسترادات لا سيّما أماكن زحمة السير وقرب معامل الكهرباء أو المولدات، أو جنب المرافئ البحرية، مشدداً على أنّ المناطق التي ترتفع عن 300 متر عن سطح البحر تعتبر من المناطق النظيفة، لا سيما وأنّها تحتوي على الكثير من الأشجار والغابات التي تساعد على تحسين نوعية الهواء.
وشدد على أنّ الحلّ اليوم لا يقع فقط على وزير البيئة بل على جميع الوزارات، إلّا أنّ المطلوب اليوم استراتيجية بيئية واسعة وشاملة، مشيراً إلى أنّ الأمر مستحيل في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها، نظراً للشحّ في الأموال والخبراء.
ومن هنا يشير الأخصائيون إلى أنّ المطلوب اليوم وبشكل سريع العودة إلى المعاينة الميكانيكية، والتشدد في مراقبة مواصفات الوقود، إضافة إلى مراقبة المولدات الخاصة والتشدد في تطبيق المعايير والإسراع في إصدار تعميم للبلديات يلزم وضع فلاتر للمولدات، وتشجيع السياحة البيئية الطبيعية وتوسيع المساحات الخضراء والتشجير، إضافة إلى إشراك الجامعات والهيئات الشعبية والجمعيات في الدراسات والضغط.