“ماتش” الحرب الأهلية: باسيل يشوط “الكرة”.. ويعقوبيان على مقاعد الاحتياط!
مباراة كرة القدم بين النوّاب، لن تكون أبداً حدثاً جامعاً، في بلد “قلوبه مليانة”، بل على العكس قد تتحوّل الكرة، في لحظة انفعال و”هيجان” إلى كرة “طائفية”، وقد تصبح التسديدة انتقاصاً من الحقوق والوجود والكيان، وقد يرفض فريق من النواب فوز الفريق الآخر، وندخل في دوامة جديدة، فتصبح “الطابة” هي الشرارة، والملعب ساحة حرب لا رياضة!
كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:
لم ينتهِ “ماتش” عقارب الساعة، و”ماتش” اللجان النيابية، حتى فوجئنا من قبل لجنة الشباب والرياضة، بالإعلان عن مباراة كرة قدم بين النواب في ذكرى 13 نيسان، أي الحرب الأهلية!
هذا الحدث ليس نكتة، ولا هزلاً، ولم ينشر في موقع “الحدود”. هو خبر جدّي، ودعوة جدّية، أما الهدف فهو تحويل هذه الذكرى المريرة إلى حدث رياضي جامع!
الدعوة بمضمونها وشكلها، كانت لتمرّ مرور كرام لو لم نكن في لبنان، وكانت أيضاً لتقبل لولا أنّنا نحيا في زمن الغوغائية الباسيلية.
فقبل “شَوْط” الكرة، وبدء مسرحية التهريج على أرض الملعب بين النواب، لنهندس أولاً الخطابات الطائفية التي يبدع فيها التيار رئيساً ونواباً، لنهندس العيش المشترك، الذي يدقّ فيه باسيل في كل مناسبة ألف مسمار ومسمار، لنهندس الوطنية، بدلاً من التموضع داخل الطائفة والتذرّع بحقوقها، وتعميم ثقافة الخوف من الآخر!
وقبل “شَوْط” الكرة، لننتخب رئيساً للجمهورية، وليتخلَّ التيار الوطني الحر عن “الأنا”، وشعار “باسيل أو لا أحد”.
وقبل “شَوْط” الكرة، لنُعِد لهذا البلد سيادته، واستقراره، هو الذي كاد ينزلق مرّات عدّة في الأيام الماضية لأتون الحرب الأهلية، مرّة بسبب “ساعة”، استغلها باسيل “طائفياً”، فيما الأزمة تقنية – دستورية محضة، وهذا ما أكّده نواب مسيحيون، لم ينزلقوا إلى خطاب الفتنة.
ومرّة أخرى، داخل جلسة مغلقة، بسبب استقواء الثنائي الشيعي، وفوقيته، وتعاطيه مع الآخرين على أنّه هو “الدولة” وبيده القرار، ولولا هدوء النائب سامي الجميّل وحرصه لعدم الانجرار لتسرّع النائب بولا يعقوبيان التي صرّحت ببعض ما دار في الجلسة وسرّبت البعض الآخر بحسب معلومات “هنا لبنان”، ربما لكان الأمر ليتطوّر أكثر، في بلد واقف بكل ما للكلمة من معنى، على حافة انفجارات، لا انفجار واحد.
مباراة كرة القدم بين النوّاب، لن تكون أبداً حدثاً جامعاً، في بلد “قلوبه مليانة”، بل على العكس قد تتحوّل الكرة، في لحظة انفعال و”هيجان” إلى كرة “طائفية”، وقد تصبح التسديدة انتقاصاً من الحقوق والوجود والكيان، وقد يرفض فريق من النواب فوز الفريق الآخر، وندخل في دوامة جديدة، فتصبح “الطابة” هي الشرارة، والملعب ساحة حرب لا رياضة، ومقاعد الاحتياط “رادار” يستغّله بعض من نادوا بالتغيير للدفع نحو مزيد من الشحن والتفرقة.
هذه الفرضية ليست “بيزنطية”، فكلّ ما في هذا الوطن بات خاضعاً للتطييف، طعامنا، شرابنا، أحلامنا، حتى أفكارنا وكتبنا.. كلّ شيء بات منقسماً بشكل عمودي ولا حلّ إلّا بهدّ هذا الكيان على رؤوس هؤلاء الزعماء، من رؤساء ووزراء ونوّاب.
“الماتش الكروي”، في هذه المرحلة ليس إلاّ مبادرة يتيمة.. في بلد، غرق فقراً. في بلد كفر أبناؤه به، فاختاروا الموت أو “انتحاراً” أو “هجرة غير شرعية”، على الاستمرار في هذا الجو المشحون الذي لا يؤدي إلّا للمزيد من الانهيار والدمار وربما التقاتل.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! | نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً! |