شحّ المياه يؤرق اللبنانيين.. والصهاريج “بتكسر الضهر”!


أخبار بارزة, خاص 1 نيسان, 2023

لا مياه في المنازل اللبنانية، وتكلفة تعبئة الصهريج باتت تخطّى الراتب الشهري للعديد من الموظفين.


كتبت ريتا صالح لـ”هنا لبنان”:

لم يكن أمام مستخدمي وعمّال مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان إلاّ التلويح بإضراب تحذيري، علّ المعنيين في الدولة يستيقظون من غفلتهم، وينظرون إلى حال العاملين في مجمل مؤسسات القطاع العام، فالمشاكل التقنية والمادية باتت تتخطّى قدرة الفرد على التحمّل والتكيّف.

انطلاقاً من هذا الواقع المرير، أعلنت نقابة مستخدمي وعمّال ومؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان، في بيان صادر عنها، عن إضراب تحذيري يوم الثلاثاء المقبل.

وشدّد البيان على أنّ هذا القطاع بات صامداً رغم كلّ الصعوبات والمعوقات، إن لناحية الانقطاع شبه التام في التيار الكهربائي، أو الكلفة الباهظة لأعمال الصيانة للمحطات وشبكات التوزيع، أو أيضاً لجهة إرتفاع أسعار المحروقات.

وطالب البيان بالتدخّل الفوري والعمل أولاً على تأمين مساعدات مادية للعاملين كي يستطيعوا تأدية واجباتهم.

ومع أنّ مطالب العاملين محقّة، غير أنّ هذه الإضراب يهدّد بتفاقم أزمة المياه، علماً أنّ عدداً من المناطق اللبنانية لا تنعم بهذه النعمة، فيشكو السكّان من انقطاع المياه المستمرّ سيّما في الساحل والجبل.

وهذه الأزمة، التي انفجرت مع انهيار قطاع الكهرباء في لبنان، ليست بجديدة، بل تتكرّر، غير أنّ العبء الذي تفرضه في هذه المرحلة بات ثقيلاً.

انطلاقاً من هذا الواقع، رفع سكان جبل لبنان الصوت بعدما بدأوا أسبوعهم الثالث دون مياه، هم الذين لم يتخلفوا لحظة عن دفع الرسوم المتوجبة عليهم لصالح مصلحة مؤسسة المياه.

ووفق معلومات “هنا لبنان”، فإنّ سكان منطقة نبيّ المتنية يعانون منذ الصيف الماضي من إنقطاع في المياه، وعندما يسأل الأهالي الجهات المعنية عن السبب يصطدمون بأجوبة عدّة، من بينها: عطل في المضخّة، عدم توفّر المازوت، تلوث البئر وضرورة تنظيفه الخ…

هذه الأسباب تؤكدها مصادر مؤسسة المياه لـ”هنا لبنان”، موضحة أنّ “الأساس في ما يحصل هو عدم توفّر مادة المازوت”.

في المقابل تشير أوساط الأهالي إلى أنّ المشكلة تفاقمت بعد سرقة “قساطل” المياه مؤخراً، وحالياً يجرى العمل على تركيب “قساطل” جديدة.

وفي ظلّ هذا الحرمان، يلجأ أهالي منطقة نبيّ إلى الصهاريج، فيدفعون لكل ألفي لتر مياه مبلغ وقيمته 600 ألف ليرة لبنانية، علماً أنّ الخزّان لا يكفي لأكثر من 3 أيام، ما يضع المواطنين أمام أزمة كبرى، إذ على العائلة الواحدة تكبّد ما يقارب الـ9 ملايين شهرياً لتأمين المياه، وهو مبلغ يتخطّى رواتب معظم اللبنانيين.

أزمة المياه يعاني منها أيضاً بعض سكان مناطق الدكوانة، السبتية، سد ّالبوشرية، الروضة والضواحي، وفي هذا السياق يوضح أحد أصحاب صهاريج المياه لـ”هنا لبنان”، أنّ “التسعيرة في هذه المناطق مختلفة، فتعبئة الألف ليتر تكلّف 500 ألف ليرة”.

وعند السؤال عن السبب، يقول: “نحن أيضاً نعاني من أزمة الكهرباء وارتفاع سعر مادة المازوت، ونحتاج لتأمين هذه المادة بشكل يومي كي نؤمن بالمقابل حاجات الناس”.

إلى ذلك، يوضح أحد السكان، أنّ المياه تنقطع لفترات طويلة، ما يضطرهم إلى شراء المياه، معلّقاً: “من لا يستطيع شراء المياه من ذوي الدخل المحدود أصبح يلجأ إلى تعبئة قوارير المياه البلاستيك”.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع مماثلة للكاتب:

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us