فيلم “His only son” يحقّق المركز الثالث أميركيًّا.. نيكولا معوّض: انفصلت عن الحياة العادية مندمجاً بالشخصية
الفيلم الهوليوودي “His Only Son” الذي يتناول حياة النبي إبراهيم، ويلعب فيه دور البطولة الممثل اللبناني نيكولا معوض، حقق في الأسبوع الأول من عرضه في الولايات المتحدة المركز الثالث بين الأفلام المنافسة في شباك التذاكر.
كتبت ميرنا الشدياق لـ “هنا لبنان”:
مرة أخرى، أثبت لبنان قدرته على جذب وسائل الإعلام العالمية للإضاءة على إنجازات أبنائه، وأنه ما زال ينبض ثقافة وإبداعاً. وذلك من خلال بصمة الممثل اللبناني نيكولا معوّض الذي يؤدي دور البطولة في الفيلم الهوليوودي “His Only Son” (ابنه الوحيد) الذي حقق أرقاماً قياسية في مجال التمويل الجماعي واستطاع جذب عدد كبير من الممولين.
يتناول الفيلم حياة النبي إبراهيم، وقد برع نيكولا في تجسيد شخصية طبعت الأديان السماوية، مقدّماً إياها في مراحل مختلفة من العمر، عندما كان إبراهيم شاباً يافعاً وفي منتصف العمر ومسناً. وقد شكلت هذه الشخصية لمعوض تجربة جديدة وفريدة، أثرت به حتى بعد انتهائه من تصويرها.
وقد صُوّر الفيلم في ولاية كاليفورنيا، وهو من إخراج وسيناريو الأميركي ديفيد هيلينغ. كما شارك في التمثيل سارة السيد في دور سارة زوجة إبراهيم وعدنان موسكوفيتش بدور إسحق ابنهما.
الفيلم “دقيق من الناحية الكتابية” وقد استغرقت صناعته خمس سنوات إذ يضم واحدة من أكثر المقاطع “إثارة للجدل” في الكتاب المقدس، والتي يطلب فيها الله من إبراهيم التضحية بابنه. وقد تأخر عرض الفيلم ثلاث سنوات بسبب انتشار وباء كوفيد 19.
معوض الذي اختير في العام 2019 من بين أكتر من ١٧٠٠ ممثل حول العالم، للسفر إلى لوس أنجلوس لتأدية الدور الرئيسي في الفيلم، اعتبر في حديث لموقع “هنا لبنان” أنّ اختياره كان هدية كبيرة من الله لأن هذا العمل كان بمثابة فرصة فريدة من نوعها ليس فقط على الصعيد المهني، بل لأنه يلعب شخصية رجل من أفضل رجال الله.
َيُعرض الفيلم في نحو ألفَي 2000 صالة سينما في الولايات المتحدة الأميركية، وسيزداد عددها الاسبوع المقبل لأن الطلب ازداد على الفيلم ويعرض كذلك في أستراليا وكندا ونيوزيلندا، وتتم دبلجته حالياً إلى الإسبانية ليُعرض في أميركا الجنوبية وفي إسبانيا، كما بدأ عرضه قبل أيام في صالات السينما اللبنانية.
الفيلم رحلة مع الذات
وأكد معوض في حديثه لـ “هنا لبنان” أنّ الفيلم بالنسبة له بمثابة رحلة مع الذات ومع الله، وأن أصعب ما واجهه خلال تأديته للدور أو التحضير له هو “أنسنة” الشخصية، أي أن يجسد شخصية النبي ابراهيم الإنسان بشكل صحيح وليس فقط النبي، وأن ينجح في إثارة تعاطف المشاهد مع القصة والشخصية في آن، أي أن يجعل المشاهد يتفاعل ويشعر أن باستطاعته أن يتخذ هذه الشخصية مثالاً أعلى له.
وهنا يشرح معوض قصده من كلامه هذا بالإشارة إلى أنه عندما نشاهد أفلاماً تتناول شخصيات من الإنجيل المقدس مثلا نضعها أحياناً في خانة “الأبطال الخارقين” الذين لا يشبهوننا على رغم أن القصة تكون رائعة وبالتالي لا يمكن التعاطف معهم لأنهم لا يشبهوننا ولا يمكن أن نأخذهم كمثال أعلى لنا. لذلك أردت أن تكون شخصية النبي ابراهيم قريبة أكثر من الناس ليكون التأثر أكبر.
يخبر معوض أنه خلال التصوير انفصل عن الحياة العادية تماماً كي يحافظ على خطوط شخصية إبراهيم التي يجسدها. وانعزل مع نفسه مندمجاً بالشخصية.
ولفت إلى أنه تم تصوير الفيلم في هوليوود، في لوس أنجلوس – كاليفورنيا. وأنّ معظم المشاهد في صحراء “موهافي” والتي تشبه جغرافيا منطقتنا، غير أنّ جزءاً من الفيلم تم تصويره في مغارة Griffith Park التي صُوّر فيها سابقاً فيلم Batman القديم.
ويعرب معوض عن سعادته لما حققه الفيلم في الأسبوع الأول من عرضه في الولايات المتحدة بحصوله على المركز الثالث بين الأفلام المنافسة في شباك التذاكر بعد فيلم “Dungeons & Dragons: Honor Among Thieves” الذي حل في المركز الاول وفيلم: “John Wick: chapter 4” في المركز الثاني، وفي المركز الرابع Creed III والخامس Scream VI. ما اعتبره معوض دليلاً على أن الناس متشوقة لمشاهدة هذا النوع من الأعمال الهادئة، لأنها تعيدها إلى ذاتها وللتفكير بعلاقتها مع الله.
معوض توجه الى الجمهور الذي يريد مشاهدة الفيلم أن يعتبر هذا الفيلم كرحلة روحية واستراحة من كل الضوضاء التي تحيط بنا. وأفضل طريقة هي الجلوس مع الذات والتأمل والاستماع إلى تعاليم الله.، فالفيلم هادئ لا يصب في خانة الحركة السريعة، الأكشن وتكسير السيارات.
وعن أعماله المستقبلية أكد معوض أنه يأخذ فترة استراحة حالياً مع عائلته بعد فترة من السفر كانت نسبياً طويلة على أن يعاود نشاطه عند تلقيه العرض الذي يقنعه خصوصاً أن التمثيل بالنسبة إليه هو استمتاع وشغف.
النبي ابراهيم “خليل الله” من الناحية الروحانية
دخل نيكولا معوض بروحانية شخصية كبيرة اجتمعت حولها كل الأديان وأعطتها صفة واحدة “خليل الله” أي من اختاره الله. وبحسب الأب فريد صعب المسؤول عن مكتب الإعلام الرقمي في البطريركية المارونية أن النبي ابراهيم مسيحياً هو الشخصية الأساسية التي تربط العهد القديم بالعهد الجديد والكلام الذي صدر عن يسوع عندما قال “أنا ما جئت لأنقض بل لأكمل”، بدأ مع ابراهيم وصولاً إلى القبر الفارغ في القيامة.
هذا الفيلم يجب أن يترك في نفوسنا انطباعاً أن إيماننا ليس فرضاً وواجباً، إنّما هو حقٌّ لنا وممنوع أن يسلبه أحد منا.
وتابع الاب صعب: “ابراهيم الذي اختاره ربنا هو من أعظم الانبياء وكان الصورة القديمة عن الابن المتجسد وابنه إسحق صورة متجسدة عن يسوع المسيح. وجسد ابراهيم “الثالوثية” في حدث تقدمة ابنه ذبيحة. من هنا تأتي ثقتنا أن بعد كل صليب قيامة. وهذا ما دفع ابراهيم إلى تحضير العدّة التي تحمل رموزاً ثالوثية الأبعاد، إذ نرى في الحطب رمزية الروح القدس، بابنه اسحق الإبن على الصليب، وبابراهيم الأب الذي قدم أغلى ما عنده ألا وهو ابنه. هي من دون شك علامة ثالوثية القيامة”.
وتحدث الأب صعب عن صفات النبي ابراهيم التي تجسد اليوم مواهب روح القدس: صمت المتكلم، التأمل، الحكمة، العدل، البر، وأهمها المحبة والصبر ومن يصبر إلى المنتهى يخلص.
مدة الفيلم تسعون دقيقة، دقائق تختصر رسائل روحية وتاريخية وتعكس إبداع ممثل من لبنان.
View this post on Instagram
مواضيع مماثلة للكاتب:
 حراك دبلوماسي تجاه لبنان مستفسراً ومحذّراً… |  هل تقرّ موازنة 2024 والزيادات الضريبية بمرسوم حكومي؟ |  ﻣﻌﺮض ﻟﺒﻨﺎن اﻟﺪوﻟﻲ ﻟﻠﻜﺘﺎب 2023: رسالة صمود وتكريس لدور لبنان الثقافي |
