الشرق الأوسط والتصعيد المنضبط!
فور إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، تجاوزت المعارضة خلافاتها العميقة مع نتنياهو وأكدت أن الإسرائيليين يتحدون “في أوقات الشدة” ولا يسمحون لخلافاتهم بأن تقف في طريق حفاظهم الجماعي على وحدتهم الداخليّة و”أمنهم القومي”.
كتب رامي الريّس لـ “هنا لبنان”:
صبّت خطوة إطلاق الصواريخ من الأراضي اللبنانيّة نحو الأراضي الفلسطينيّة المحتلة في خدمة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي كان يعاني من أزمة سياسيّة داخليّة حادة وإنقسام عميق طال بنية الكيان بشكل غير مسبوق منذ احتلال فلسطين في العام ١٩٤٨.
فالخطوات التي كانت حكومة نتنياهو تسعى بشكل حثيث للقيام بها للإطباق على “السلطة القضائيّة” وتقويضها وتدجينها بما يجعل السلطة التنفيذيّة تمتلك ناصية القرار والحل والربط في معظم الملفات الخلافيّة لا سيّما تلك المتصلة بالصراع مع الفلسطينيين في إطار نضالهم المشروع لبناء دولتهم المستقلة؛ فاقمت الانقسام الداخلي وفجرّت حركة احتجاجيّة شعبيّة واسعة في كل الأراضي المحتلة.
ومن الطبيعي أن يكون الصراع السياسي قد اتخذ منعطفات عديدة بين الأحزاب الاسرائيليّة المختلفة على ضوء تلك الخطوات ما أتاح لقادة المعارضة الانقضاض على الحكومة ورئيسها في محاولة لإسقاطها والذهاب إلى انتخابات عامة في وقت قريب لإعادة تشكيل السلطة.
فور إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، تجاوزت المعارضة خلافاتها العميقة مع نتنياهو وأكدت أن الإسرائيليين يتحدون “في أوقات الشدة” ولا يسمحون لخلافاتهم بأن تقف في طريق حفاظهم الجماعي على وحدتهم الداخليّة و”أمنهم القومي”.
لقد مارس أعضاء الحكومة الإسرائيلية الحاليّة كل أشكال الاستفزاز بحق الفلسطينيين من اقتحام المسجد الأقصى وتدنيسه ومنع المصلين من القيام بواجباتهم الدينيّة خلال شهر رمضان المبارك إلى المطالبة بمحو بلدة بأكملها (حوارة) في تصريحات عنصريّة مقيتة، إلى إقتحام المناطق الفلسطينيّة والقتل المباشر للفلسطينيين الأبرياء (وتحل بعد أيام معدودة الذكرى السنويّة الأولى لاغتيال الصحافيّة الفلسطينيّة شيرين أبو عاقلة).
المنطقة مفتوحة على كل أشكال التصعيد الذي قد يتخذ منحنيات خطيرة على ضوء الإصرار الإسرائيلي على عدم تقديم أي تنازلات أو خطوات إيجابيّة في تلك العمليّة الهجينة المسّماة عمليّة السلام التي لم يبقَ منها شيء عمليّاً والتي لا يمكن التعويل على أنها لا تزال خياراً استراتيجيّاً جديّاً خصوصاً وأن أعواماً طويلة قد مرّت على تبنّي العرب المبادرة العربيّة للسلام في قمّة بيروت (٢٠٠٢) والتي بُنيت على مبادئ مؤتمر مدريد (١٩٩١) أي الأرض مقابل السلام.
الصراع العربي- الإسرائيلي سيبقى متواصلاً لأن الحق لا يمكن أن يموت ولو بعد مرور سنوات وعقود طويلة. حق الشعب الفلسطيني في دولة مستقلة على أرضه هو حق إنساني قبل أن يكون سياسيّاً. في نهاية المطاف، لا يصح إلا الصحيح.
مواضيع مماثلة للكاتب:
7 أكتوبر: منعطف جديد في الشرق الأوسط! | لبنان يُهمَّشُ أكثر فأكثر! | إلى متى انتظار تطورات المشهد الإقليمي؟ |