إلى العشّاق: قبل أن تقدموا على خطوة الزواج اقرأوا هذا المقال!
“عقبالكن” أصبحت مكلفة، لا بل “بتوجّع الجيبة” خصوصاً بعد ملامسة سعر صرف الدولار في السوق السوداء حاجز الـ100 ألف ليرة. في الوقت الذي يتقاضى فيه 90% من الشعب اللبناني رواتبهم بالليرة اللبنانيّة، على حدّ أدنى للأجور لا يصل إلى الـ100$
كتبت باولا عطيّة لـ “هنا لبنان”:
في كلّ عام، وكما جرت العادة، يفتتح شهر نيسان موسم الأعراس في لبنان، إلّا أنّ ما يؤخّره هذه السنة مصادفة هذا الشهر وزمن الصوم عند كلا الطوائف المسلمة والمسيحيّة. ولعلّه أمر ايجابيّ يعطي “المغرومين” بعض الوقت للتفكير مليًّا بالتكاليف الاقتصاديّة المتأتيّة من هذه الخطوة التي يرغبون بالإقدام عليها.
فـ”عقبالكن” أصبحت مكلفة، لا بل “بتوجّع الجيبة” خصوصاً بعد ملامسة سعر صرف الدولار في السوق السوداء حاجز الـ100 ألف ليرة. في الوقت الذي يتقاضى فيه 90% من الشعب اللبناني رواتبهم بالليرة اللبنانيّة، على حدّ أدنى للأجور لا يصل إلى الـ100$ مهما حاول المعنيون الشدّ بهذا الأخير صعوداً.
هذا والزواج بلبنان، مقيّد بعادات وتقاليد يعجز على البعض الخروج عنها. فمن طقم الخطبة للعروس وهدّية العروس للعريس، فالمؤخّر والمقدّم، والجهاز وأجار الفستان، وثمن البدلة، وحجز مكان الحفل، والطعام والضيافة للمعازيم، فسهرة العرس، وسهرة توديع العزوبيّة، وشهر العسل، وزينة العرس، وسيارة العروس، فالمصوّر، وطاولة العروس وطاولة العريس، فالزفّة، واللائحة تطول… كلّها مصاريف على العريسين دفعها، هذا ولم نذكر بعد أجار المنزل، وجهاز البيت، والفرش فهذه الأخيرة لوحدها تحتاج إلى ميزانيّة بأكملها.
فكم تصل تكاليف عرس صغير بأقلّ الواجب؟ وما الخيارات التي يلجأ إليها العرسان الجدد؟
وداعاً لحفلات الخطوبة: أهلاً بالزواج المدني
في هذا الإطار، يقول شربل عطالله، في حديثه لموقع “هنا لبنان”، “فضّلنا حبيبتي وأنا، الزواج في تركيا، زواجاً مدنيِّا، دون معازيم أو تكاليف، ودون خطبة حتّى. فأنا أعرفها منذ أكثر من 6 سنوات، وحاولنا الادخار للعرس، إلاّ أنّ كلّ ما جمعناه فقد قيمته مع تفاقم الأزمة الماليّة، وفقدان الليرة اللبنانيّة لقيمتها مقابل الدولار. فارتأينا دفع ما حصدناه من عملنا كدفعة أولى لمنزل، على أن نختصر تكاليف العرس والخطبة وشهر العسل، بمحبسين والسفر إلى تركيا. وبذلك نكون قد دفعنا 3000$ فقط. فإمكانياتنا الماليّة لا تسمح لنا التقيّد بالأصول والعادات والتقاليد. على الرغم من أنّ الأهل غير راضين، فأنا وحيد وهي أوّل فرحة في بيت أهلها، إلاّ أنّهم تفهّموا الوضع، خصوصاً وأنّ الظروف الاقتصاديّة التي يمرّ بها البلد صعبة، وأكبر من قدرتنا على تخطّيها”.
وعن إنجاب الأولاد قال “لا نفكّر بهذا الموضوع، ليس قبل 4 سنوات على الأقلّ ريثما نكون قد سدّدنا القسم الأكبر من ثمن المنزل، وتحسّن الوضع في لبنان، فتكاليف الحليب، والطبابة للولد، والحفاضات أصبحت أكثر من راتبي. هذا ولا نعرف متى تضربنا أزمة انقطاع حليب جديدة، أو موادّ أساسيّة، فكيف أتحمّل مسؤوليّة إنجاب ولد في بلد يحرم فيه الفرد من أبسط حقوقه؟”
لا DJ ولا زفّة ولا شهر عسل ولا هدايا
بدورها تقول لينا مطر في حديثها لـ”هنا لبنان”، “حاولنا أنا وخطيبي، الإعداد لحفل زفاف يتناسب وقدرتنا الماديّة من جهة، والعادات والتقاليد المفروضة علينا من قبل الأهل من جهّة ثانية. لتصبح كلفة العرس على الشكل التالي: 1000$ بدل خياطة فستان الزفاف، 500$ أجار سيارة العروس والعريس، 900$ أجرة المصوّر، 500$ بدلة العريس، 800$ شعر وماكياج العروس، زينة الورد قرابة الـ900$، 500$ طاولة العروس والعريس، و2500$ أجار المكان والطعام للمعازيم. هذا واستغنينا عن الزفّة، والـDJ، وطقم العروس، وهديّة العريس، ولن نذهب في شهر عسل، فيما وفّرنا على أنفسنا كلفة شراء أو استئجار منزل، لأنّ زوجي قد ورث منزلاً عن والديه. أمّا جهاز العروس فكلّفنا 1500$، بالإضافة إلى فرش المنزل والذي وصلت كلفته مع الإلكترونيات إلى الـ3000$”.
وتتابع “وبذلك يكون قد كلّفنا العرس بأكمله حوالي الـ12000$ ، هذا ولم نقم بحفلة خطوبة، ولن نعدّ سهرة عرس ولا حفلة توديع عزوبيّة، واستغرقنا تجميع هذا المبلغ حوالي السنتين، علما أنّ حبيبي وأنا نعمل في وظيفتين بدوام كامل”.
وعلى عكس لينا وشربل، قرّرت ريتا حرب وخطيبها إعداد “حفل زفاف على الأصول”، فبحسب حديثها لموقع “هنا لبنان”، فإنّ “خطيبي وأنا مقتدرين، وبرأينا إنّ فرحة الزفاف تأتي مرّة في هذا العمر، وتحلم العروس بهذا اليوم منذ صغرها، لذلك نحرص على أن يكون كلّ شيء مثاليًّا”.
وعليه تفصّل ريتا كلفة الزفاف على الشكل الآتي: “الزينة والورد 4000$، الزفّة 1050$، ماكياج العروس والشعر 1200$، فستان العروس 1500$ مع الطرحة والتاج على الرأس وسكربينة العروس. بدلة العريس بـ800$، طاولة العروس والعريس 1600$، الـDj 500$، الإضاءة والصوت 1000$، مكان التصوير للضيوف 300$، طاولة الغاتو 400$، الغاتو 800$، أمّا أجار مكان الحفل فـ5000$ ، والطعام 60$ على الشخص، وعدد المدعوين 150 شخصاً، أي 9000$، فيما شهر العسل من بطاقات السفر، وأوتيل سيكلفنا 1500$. وبالتالي سيكلّفنا العرس من دون فرش المنزل حوالي الـ30 ألف دولار”.
تكلفة أصغر حفل زفاف ابتداءً من 7000$
وفي الإطار نفسه جال موقع “هنا لبنان” على محلات الورد والسيارات وفساتين الأعراس، وأماكن حفلات الزفاف للاستفسار عن الأسعار، فتبيّن الآتي:
تبدأ أسعار أجار فساتين الأعراس من 500$ ، أمّا بدلة العريس فسعرها يبدأ من 300$. هذا وأجرة الـDJ لليلة الواحدة تبدأ من 500$ ، أمّا أجرة مصوّر الأعراس فابتداءً من 600$، فيما أوفر فرقة “زفّة”، مؤلّفة من 5 أشخاص تتقاضى 400$، أمّا طاولة العروس فتبدأ من 500$ حسب أنواع الحلويات التي تختارها العروس والكميّة المطلوبة من كلّ صنف، أمّا قالب الحلوى فيبدأ من 200$ حسب الحجم وعدد المعازيم. فيما تبدأ أسعار الورد للزينة من 600$ حسب الكميّة ونوع الورد المستخدم. وأجرة السيارة الواحدة تبدأ من 300$، أمّا ماكياج العروس وشعرها فبدءاً من 400$، وأجرة مكان الحفل فتبدأ من 50$ على الشخص الواحد. وبالتالي تصل كلفة أبسط عرس في لبنان إلى الـ7000$. ولم نذكر جهاز العروس وطقم العرس، أو هديّة العروس للعريس. لأنّ هذه الأخيرة نسبيّة، تختلف من زوج لآخر. ولكن بجردة سريعة يتخطّى أبسط جهاز عروس الـ600$، فيما أوفر طقم عرس يبدأ من 800$.
وفي جولة أخرى على بعض شقق الإيجار، وفي ظلّ غياب أيّ قروض إسكانيّة، يتبيّن أنّ إيجار أرخص شقّة، غير مفروشة، تبعد عن العاصمة حوالي الساعة، يبدأ من 250$ في الشهر الواحد، فيما إيجارات المنازل التي تقع في ضواحي بيروت تبدأ من 500$ في الشهر. أمّا فرش المنزل كاملاً، ومع العروضات الرمضانيّة، فيبدأ من 2000$، أمّا جهاز المنزل فتتخطى كلفته الـ1000$ .
وبحسبة بسيطة تتعدّى كلفة العرس حاجز الـ20 ألف دولار! فهل ستقدمون على هذه الخطوة أم أنّها تحتاج إعادة نظر؟