إلى اللّبنانيين: طرقاتكم ليست آمنة… “بلطجة وتشبيح” وتعديات
ضجت مؤخراً وسائل التواصل الاجتماعي بقصص مرعبة عن حوادث أمنية تعرض لها عدد من المواطنين من قبل أشخاص يعترضون طريقهم فجأة أثناء تجولهم ليلاً، يلقون بأنفسهم باتجاه سياراتهم، يوهمونهم بأنهم تعرضوا للدهس ويطالبونهم بعطل وضرر.
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:
أصبحت شوارع بيروت الغارقة بالظلام بسبب تقنين شركة كهرباء لبنان من جهة، وأعمدة الإنارة المعطلة من جهة أخرى، تضج بأعمال “البلطجة” وبالعصابات التي تبتدع طرقاً جديدة لاصطياد الضحايا. الطرقات شبه خالية إلا من المتسولين والعصابات المنظمة، والتجول عند حلول الظلام أصبح أمراً غير مضمون العواقب، في ظل غياب تام لعناصر القوى الأمنية وشرطة البلدية، ليصبح الخروج ليلاً مجازفة بحد ذاتها.
وتنشط حركة هذه العصابات عادة في الشوارع المظلمة البعيدة عن الزحمة وعن التجمعات السكنية وعلى الأوتوسترادات.
ومؤخراً، ضجت وسائل التواصل الاجتماعي بقصص مرعبة عن حوادث أمنية تعرض لها عدد من المواطنين من قبل أشخاص يعترضون طريقهم فجأة أثناء تجولهم ليلاً، يلقون بأنفسهم باتجاه سياراتهم، يوهمونهم بأنهم تعرضوا للدهس ويطالبونهم بعطل وضرر.
ويروي هادي لـ “هنا لبنان” كيف تعرض لعملية افتراء وتبلٍّ من قبل شخصين على متن دراجة نارية في منطقة قريطم عند الساعة العاشرة مساءً، حيث عمد أحدهم لإلقاء نفسه باتجاه سيارته واتهمه بالصدم عمداً والتسبب له بأذىً جسدي ومادي وبكسر شاشة هاتفه.
ويتابع: “بعد أن رأيت مشهد الشاب مرمياً على الأرض خرجت من السيارة للاطمئنان عنه، ليبدأ صديقه بإلقاء اللوم علي واتهامي بالسرعة، ويتدخل بعدها شاب ثالث ويطلب مني دفع 100 دولار كعطل وضرر عن الأذى الذي لحق بالشاب، وبعد مفاوضات أعطيته 30 دولاراً ثمن الشاشة”.
ويخبرنا هادي بحسب ما علم من أهالي المنطقة فيما بعد أن هؤلاء الأفراد ينشطون في المنطقة ليلاً، يحملون هواتف ذات شاشات مكسورة، ودراجات نارية متضررة كي يقنعوا السائق بالحادث.
حادثة مشابهة تعرضت لها ياسمينة في منطقة الأونيسكو عند الساعة الحادية عشر ليلاً، حيث ألقت إمرأة ثلاثينية بطفل أمام سيارتها، وبعدها بدأت بالصراخ والنجدة.
وتقول ياسمينة: “للوهلة الأولى انتابتني حالة من الرعب، خرجت من السيارة باتجاه الطفل وبدأت بالتحدث إليه، ظننت أنني قتلته، قبل أن أتفاجأ بطلب المرأة مبلغ 500 دولار كي تنقله إلى المستشفى”.
وتتابع: “صحيح أن المبلغ لم يكن بحوزتي، لكنني بدأت التفكير بكيفية تأمينه خصوصاً وأن سيارتي غير مؤمنة، قبل أن يأتي شبان من أهل المنطقة وينهالوا عليهما بالضرب ويأخذوهما إلى مخفر الروشة”.
وتقول: “لم أكن أعلم أن هذه الموضة من الافتراء على الناس أصبحت رائجة، ولو ما ولاد الحلال كنت صدقت إنو دعستو ودفعت المبلغ”.
المشهد يتكرر مع محمد عند أتوستراد الأسد، شاب يجلس على دراجة نارية يقترب من سيارته ويرمي بنفسه أمامها، ويتهمه بكسر واجهة “الموتو”، يطلب منه 50 دولار كي يصلحها كونه يعمل سائق دليفري عليها”.
حوادث أمنية شبه يومية تتكرر على الطرقات، نتيجة غياب الأمن والأمان، ولذلك حمل” هنا لبنان” القضية إلى مصدر أمني معني، لكن المستغرب جداً كان استغرابه للسؤال عن الأحداث الأمنية المتنقلة على الطرقات في المناطق اللبنانية، كما لو كانت تحدث في بلد آخر لا يدخل في نطاق مسؤولياته.
“مثل الأطرش بالزفة”… هكذا يمكن وصف واقع الدولة التي كان عليها أن تكون في أعلى جهوزية في هذه المرحلة الدقيقية التي تشهد مستويات قياسية في معدلات الجريمة على أنواعها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |