“أخو اللهيا”
كما في الشأن الرئاسي كما في الشأن الحكومي، لم تنتهج إيران يوماً السلوك السوري، في فرض ودائع في الحكومات لثقتها المطلقة بوكيلها الحصري في لبنان والمنطقة.
تتدخل الجمهورية الإسلامية فقط في مسائل الحروب إنطلاقاً من الجنوب اللبناني.
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
شغلت زيارة وزير خارجية الجمهورية الإسلامية حسين أمير عبد اللهيان إلى بيروت الأوساط السياسية والإعلامية والفايسبوكية. وكرّر صاحب المعالي في زيارته ما سبق أن ذكره في كانون الثاني الماضي، لا بل استنسخ ما سبق أن قاله أسلافه وسفراؤه ورؤساؤه، أنّ إيران لا تتدخل في الشؤون الداخلية اللبنانية. إذ أنّ تأسيس حزب لبناني في طهران بـ “لوك” ميليشيا دينية وتسليحه وتمويله وتبنّيه ودعمه والمساهمة في حروبه المدمّرة على مدى أربعة عقود لا يندرج مطلقاً في سياق التدخل في شؤون لبنان وتغيير المعادلات فيه. كما أنّ زيارات قادة الحرس الثوري وفيالق القدس إلى لبنان، وجنوبه ما كانت يوماً سوى زيارات سياحية تندرج في سياق “أهلا بهالطلة أهلا”.
يا أخو اللهيا شو دبلوماسي!
لا تتدخّل إيران بموضوع الرئاسة، لا تعفّفاً ولا نأياً بالنفس، بل لثقتها أن حزبها لن يخوض معركة مي الريحاني ولا الرئيس نبيه بري سيناضل لأجل إيصال ترايسي شمعون إلى قصر بعبدا. وبديبلوماسيته الراقية، أعلن ضيفنا الغالي، أنّ بلاده “سترحب بأي شخصية لبنانية مرموقة تصل إلى سُدّة الرئاسة اللبنانية بالتوافق”. وماذا لو وصلت بمعركة سياسية طاحنة؟
كما في الشأن الرئاسي كما في الشأن الحكومي، لم تنتهج إيران يوماً السلوك السوري، في فرض ودائع في الحكومات لثقتها المطلقة بوكيلها الحصري في لبنان والمنطقة.
تتدخل الجمهورية الإسلامية فقط في مسائل الحروب إنطلاقاً من الجنوب اللبناني. ما عدا ذلك فهي لا تضمر إلّا الخير والمحبة لكل أفراد الشعب اللبناني وقواه السياسية الحية الممثلة بالبرلمان، ومن هنا جاءت الدعوة الكريمة للنواب للقاء الوزير الضيف في السفارة التي شهد محيطها مصرع هاشم السلمان قبل ثمانية أعوام بهراوات قوة مشتركة من حرس السفارة وحرّاس العقيدة!
لبى الدعوة الكريمة نخبة من شيعة السفارة، وسنة الممانعة، وموارنة عون وأرمن هاغوب ودكتور وسطي كسر اللون الواحد.
الباقون إما لم يحضروا وإما لم يدعوا كنواب “الجمهورية القوية”. لأن الجمهورية الإسلامية الإيرانية القائمة على نبذ العنف والإغتيال والخطف في أي مكان من العالم مستاءة جداً من خطف الإيرانيين الأربعة قبل 41 عاماً. إيلي حبيقة صار عند أبينا الذي في السموات وعبد اللهيان كلما تذكر الحادثة يشهق بالبكاء، وتنزل دموعه شآبيب كلما استعاد في ذاكرته مشهد تفجير موكب رفيق الحريري.
يا أخو اللهيا كم أنت رقيق!
ختم اللهيان زيارته إلى بلده الثاني بمؤتمر صِحافي، لم يرَ فيه جمهور الـ “سوشال ميديا” سوى صورة الزميلة الحسناء جويس عقيقي وقد أخفت شعرها بمنديل إحتراماً للتقاليد الإسلامية المتشددة أو ربما استجابة لطلب صريح من الجهة الداعية. قد يكون الأمر مستهجناً لو كان اللهيان يصرّح على درج بكركي أما وأنّ المؤتمر قد انعقد على أرض إيرانية فلا داعٍ للمزايدات. أوريانا فالاتشي ومراسلات السي أن أن وضعن المناديل على رؤوسهن في لقاءات شخصيات العصر الإيراني. ولم يعلّق أحد على أسئلتها الإحترافية.
يا أخوات اللهيا ما أسخفكم!
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |