كرة القدم اللبنانية: نهاية موسم أم بداية أزمة؟
خاص “هنا لبنان” – كتابة موسى الخوري
انتهى الموسم الكروي اللبناني مع نهاية شهر نيسان بتتويج النجمة بلقب كأس لبنان ليحتفظ النادي النبيذي بلقبه الذي حصل عليه الموسم الماضي بعد أن تغلب في النهائي الأخير على نادي العهد بضربات الترجيح بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل (نظام الكأس المحلي يفرض اللجوء مباشرة إلى ضربات الجزاء في حال التعادل دون لعب شوطين إضافيين).
شوائب كثيرة شابت الموسم المنصرم من عدة نواحٍ سواء كانت تنظيمية أو لوجيستية أو حتى إدارية. فالاتحاد اللبناني لكرة القدم كثر شاكوه وقلّ شاكروه، وأصبح في وضع لا يحسد عليه. وإذا استمر بالنسج على هذا المنوال فإن أيامه ستكون معدودة بالتأكيد، إذ لا يمكن التغاضي عن الأخطاء المتتالية التي ارتكبت في الآونة الأخيرة.
وإذا أردنا أن نكون عادلين ونعطي كل ذي حق حقه، يجب أن نعترف بأن الاتحاد واجه الكثير من المصاعب التي حالت دون تنفيذه لكثير من المشاريع التي لو أبصرت النور لكانت اللعبة الشعبية بوضع أفضل بكثير مما هي عليه اليوم. كما أن بعض الأمور ساهمت بانتشال اللعبة من الهاوية مثل حدة المنافسة حتى آخر مراحل البطولة بين أكثر من فريق وارتفاع مستوى بعض الفرق مقارنة بالمواسم السابقة وجودة النقل المباشر. ولكن، كان بإمكان الاتحاد أن يجود بالموجود من أجل ضمان استمرارية اللعبة بشكل سلس دون استفزاز أي من مكونات العائلة الكروية.
لذلك، سنحاول سرد معظم الشوائب التي اعترت الموسم الحالي راجين أن يتعظ القيمون على اللعبة ويتجنبوا هذه النقاط التي فتكت بكرتنا وأرجعتها أكثر وأكثر إلى الخلف.
أولًا: بدعة خصم النقاط وكسر النصف نقطة التي كانت تهدف إلى إلغاء التلاعب بالنتائج وقطع الطريق على تعليب اللقاءات قبل حصولها لم تؤتِ بثمارها، وما زال المتلاعبون متوارين عن الأنظار وبدون حساب. وكل ما سمع وهمس عن متورطين في تلك الأمور بقي بين الجدران ولم يخرج إلى العلن وبالتالي لم يحاسب أي مرتكب وما زالت كرة القدم اللبنانية رهينة مافيات التلاعب والتعليب.
ثانيًا: الذي شاهد نهائي كأس لبنان منذ بضعة أيام، ربما ظن أنها بداية موسم جديد وليس نهاية الموسم المنصرم. ففي أي بلد على الكرة الارضية تقام مباراة نهائي كأس لبنان بعد حوالي الشهرين على إقامة آخر مرحلة من عمر الدوري؟ ألم يدرك الاتحاد أن هكذا فارقاً من شأنه أن يبرّد همة الفرق المشاركة فتتأثر بالتالي لياقة اللاعبين وينخفض مستوى اللعبة؟
ثالثًا: ذريعة إقامة المباريات بدون جمهور بحجة أمن الجماهير والملاعب يجب إيجاد حل لها. طبعًا أمن الناس وسلامة الملاعب والمنشآت الرياضية مهمة جدًا، ولكن لا يمكن إجراء لقاءات أمام مدرجات فارغة، فهذا المشهد يؤثر سلبًا على الكرة اللبنانية أمام الرأي العام المحلي والعالمي، خصوصًا وأنّ المباريات منقولة.
رابعًا: أين هي كأس السوبر؟ هل جرت دون علم الإعلام؟ وإذا جرت فليخبرنا أحد بذلك، إذ لا يجوز عدم إقامة مباراة السوبر التي ينتظرها الجمهور بفارغ الصبر.
خامسًا: مشكلة المشاكل هي في الحكام والتحكيم. لن نطيل الكلام عن هذا الموضوع الذي أصبح على كل شفة ولسان ولكن من الضروري الشروع منذ اليوم بورشة عمل لإعلاء شأن ومستوى الحكم اللبناني الذي لا يمكن إكمال مشوار كرة القدم بدونه. لذلك من الضروري أن يكون الحكام على أعلى مستوى من الجهوزية بهدف الارتقاء بمستوى اللعبة.
سادسًا: منتخبات لبنان سجلت نتائج كارثية في كل الفئات، بدءًا بالمنتخب الأول الذي لا يفوز ولا يسجل الأهداف حتى، مرورًا بالمنتخب الأولمبي ومنتخبات الناشئين والشباب ومنتخب الكرة الشاطئية وحتى منتخبات السيدات. لا يجوز الوصول إلى هذا الدرك، فهذا إمعان في ضرب صورة منتخبات بلاد الارز.
سابعًا: من الضروري إيجاد صيغة للتنسيق بين لجان الملاعب واتحاد اللعبة، فلا كرة قدم بدون ملاعب حتى ولو كلف ذلك الكثير من المال إذ لا يجوز إجراء بطولة موسم كامل دون وجود ملاعب تليق بمستوى دوري منتظم.
ثامنًا: النقل المباشر جيد والجهة الناقلة تقوم بواجبها على أكمل وجه، فلماذا لا يركز الاتحاد على معالجة مشاكله عله يجد مزيداً من الرعاة المتحمسين للاستثمار في اللعبة؟ فهناك البعض من هواة الكرة من أصحاب الرساميل الذين يريدون استثمار أعمالهم وتسويق منتجاتهم عبر بوابة كرة القدم ولكن شرط أن تتمتع اللعبة بالمقابل بأدنى مقومات المنافسة والتنظيم.
تاسعًا: إعادة هيكلة العلاقة بين الاتحاد والأندية وإبعاد الرياضة بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص عن التدخلات العشوائية.
وأخيرًا، نتمنى على الجميع شبك الأيادي وتناسي الخلافات ووضع الكيدية جانبًا بهدف بناء كرة قدم حديثة تليق بلبنان، فالرياضة كفيلة بوضع حد للإحباط العام الذي أصاب الشعب جراء الأزمات اليومية التي تنهشه باستمرار.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بالفيديو – غارات إسرائيلية على الضاحية… حرائق ودمار | بالتفاصيل – تحذير إسرائيلي جديد للضاحية الجنوبية! | “الحزب”: إشتباكات عنيفة مع قوات إسرائيلية في الجبين |