عن جريمة التضامن مع غادة عون!
ما تقوم به غادة عون، هو الحرب الأخيرة، حرب جندي خسر معركته، وخسر المبادئ التي أقسم عليها، فلم يبقَ أمامه إلّا رصاصة أخيرة يطلقها، وهي في حالتها رصاصة الرحمة في مسيرة قضائية متخمة بالنكايات والمسرحيات والمحسوبيات!
كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:
فجأة، قرّر الناشطون أنّ غادة عون ضحية، كيف ولماذا، لا يهمّ. فذاكرتهم استطاعت أن تمحو جميع تجاوزات هذه القاضية وما جنته يداها منذ وصل العماد ميشال عون إلى بعبدا وتاريخها!
ومن سخرية القدر، أنّ اسم غادة عون قبل العام 2016 كان “باهتاً”، غير مرئيّ، يمرّ مرور الكرام إن سقط سهواً في نشرة إخبارية أو تقرير صحفي..
ولكن بعد العام 2016، اختلف الواقع، صوت القاضية ارتفع، دفاعاً عن الخط السياسي الذي يمثّله ميشال عون، وحمايةً لصهره جبران باسيل.
تفانت عون في أداء هذه المهمّة، أتقنتها، استطاعت فرض رقابتها على مواقع التواصل، فكان كلّ منشور يخضع لتقييمها، رافضة المسّ بالذاتين العونية والباسيلية.
في السنوات الأولى لحكم ميشال عون، نالت قبضة غادة من عشرات الصحافيين والناشطين، فقوّضت حرية الرأي، وأصدرت أحكاماً لا منطقية، وفتحت زنازينها لشبان وشابات جريمتهم التعبير.. فكان فنجان قهوتها سمّاً في جسم الحرية اللبنانية.
قاضية العهد التي بدأت مرحلة الحكم العوني بالقمع، انتقلت في السنوات الأخيرة إلى البروباغندا، فتخطّت المحظور، وبرعت في الاستعراض، وحولّت حسابها تويتر إلى محكمة افتراضية تتناقل فيه ما يتماهى وسياسة من يؤمن لها الغطاء، وانجرّت إلى نشر الشائعات بل وإلى الإعلان أنّها بصدد الادعاء دون التيّقن ما إذا كان الدليل “التويتري” الذي حظيت به، حقيقة أم فبركة!
غادة، التي حوّلت القضاء إلى مسرحية، فلم ينل قاضٍ من السخرية ما نالته، ولم تتحوّل الأحكام إلى مادة هزلية بالقدر الذي حصل معها، وكأنّها تتآمر على الجسم القضائي وتسعى إلى تفريغه مما تبقى له من هيبة!
هذه القاضية، انطلقت اليوم، محصنة نوعاً ما ببعض الناشطين، المتلهفين للتضامن، مع أيّ قضية بغضّ النظر عمّا إن كان صاحبها قد أمعن في الاضطهاد والإسفاف بحق العدالة نفسها.
هؤلاء صنعوا لغادة نوعاً من الغطاء “المؤقت”، فظنّت أنّ قرار صرفها سيتحوّل إلى قوّة، وهرولت إلى أروقة المحاكم تمارس عملها حتى صدور القرار الأخير!
ما تقوم به غادة عون، هو الحرب الأخيرة، حرب جندي خسر معركته، وخسر المبادئ التي أقسم عليها، فلم يبقَ أمامه إلّا رصاصة أخيرة يطلقها، وهي في حالتها رصاصة الرحمة في مسيرة قضائية متخمة بالنكايات والمسرحيات والمحسوبيات!
مواضيع مماثلة للكاتب:
أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! | نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً! |