صيف 2023: حجوزات حفلات الأعراس “مفوّلة”… والسكن “بالإيجار”!
في ظلّ الأزمة الاقتصادية وغرق الدولة بالفساد والفاسدين، وانهيار الليرة اللبنانية، ودولرة غالبية القطاعات، خرج بعض الشبان اللبنانيين من عباءة اليأس والبؤس، وقرّروا عدم الانتظار إذ أنّ الوضع لا يبشّر بفرج قريب وأقدموا بإصرار على تحقيق “حلم العمر” ولو بأقلّ الممكن.
كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:
في لبنان، لطالما كان اليأس رفيقاً مؤقتاً، حيث أن اللبنانيين اعتادوا على العيش في مجتمع فاسد بائس وخالٍ من أبسط مقومات العيش الكريم والحياة الآمنة على جميع الأصعدة، ولكن لم يستسلموا لليأس فمن المعروف أن اللبناني يحبّ الفرح والحياة.
وفي ظلّ الأزمة الاقتصادية وغرق الدولة بالفساد والفاسدين، وانهيار الليرة اللبنانية، ودولرة غالبية القطاعات، خرج بعض الشبان اللبنانيين من عباءة اليأس والبؤس، وقرّروا عدم الانتظار إذ أنّ الوضع لا يبشّر بفرج قريب وأقدموا بإصرار على تحقيق “حلم العمر” ولو بأقلّ الممكن، فهناك عدد كبير من الثنائيات يحضرون لأعراسهم هذا الصيف، بالرغم من أن التكاليف كلها باتت تسعّر بالدولار الأمريكي سواء لتنظيم الزفاف أو إيجاد مسكن لائق.
وفي هذا الإطار تفيد مصادر من أحد المكاتب العقارية في لبنان لـ “هنا لبنان” أنّ غالبية الشباب باتوا يلجأون اليوم إلى استئجار منزل بدلاً من الشراء، لعدة أسباب أهمّها توقّف مصرف الإسكان عن منح قروض طويلة الأجل وبالليرة اللبنانية لتمويل شراء أو ترميم مسكن، بالإضافة إلى الوضع المالي السيئ في لبنان. كما كشفت المصادر أنّ الشباب يفضّلون الاستئجار عن الشراء لأنّ معظمهم يطمحون لمغادرة البلد بحثاً عن مستقبل أفضل في الخارج.
وفي ما يتعلّق بالأعراس ونسبة الحجوزات هذا الصيف، يشير المصوّر المحترف ستيفن حداد المتخصص بتصوير جميع الحفلات ولا سيّما الأعراس منها الى أن موسم الأعراس هذا العام قد عاد إلى نشاطه الطبيعي مقارنة بالسنوات الثلاثة الماضية، كاشفاً أنه في عام 2020 توقف العمل بشكل شبه شبه كامل بسبب جائحة كورونا والوضع الاقتصادي. وأضاف حداد أنّ العام 2021 شهد تحسّناً بنسبة 30% تقريباً، أمّا في العام 2022 فكان الوضع أفضل، وتحسّن العمل بنسبة 60%.
ويرى حدّاد أنّ موسم الأعراس هذا الصيف قد بدأ بالتعافي، إذ أنه تحسّن بنسبة 80% تقريباً، معتبراً أن دولرة السوق المحلية قد ساعدت في إعادة تنشيط موسم الاحتفالات والأعراس والمناسبات، مؤكداً أن الحجوزات كثيرة، واللبنانيين قد تأقلموا مع الوضع الراهن، وخصوصاً أن الشعب اللبناني لطالما دخل في أزمات ومشاكل، ولم ييأس.
ومن جهته، أكد صاحب إحدى صالات الأعراس لـ “هنا لبنان” أنّ موسم الحجوزات هذه السنة أفضل بكثير من السنة الماضية، متأمّلاً أن يتحسّن الوضع رويداً رويداً، لافتًا الى أن الناس بدأت تعتاد على الوضع الاقتصادي، والدفع بالدولار الأميركي، ممّا شكّل تحسناً كبيراً في حركة الاحتفالات والمناسبات.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الصحة الإنجابية في خطرٍ كبير… لبنان كالصين: ولد واحد لكل عائلة! | القطاع التعليمي في لبنان عالق بين “الردّين” و”المفاوضات” | أحداث الجنوب تربك اللبنانيين.. إلغاء رحلات ورفع للأسعار! |