بعد المهن الحرّة.. السوريّون في مجال الـ “Delivery”
مع توافد النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية وتزايد أعدادهم عدّة أضعاف، ازدادت المجالات التي يجد اللبناني من ينافسه فيها، ومنها مجال خدمة التوصيل أو “الديليفري”.
كتبت ريتا صالح لـ “هنا لبنان”:
تربّعت الجالية السورية على عرش اليد العاملة المحلية وحطّت ركيزتها على أكتاف الشباب اللبناني وحلّ جزء منها مكانهم. بعيداً عن العنصرية، فمنذ سنوات طويلة والسوريون يحصدون أتعابهم في لبنان؛ وكانت المنافسة بينهم وبين اللبنانيين تقتصر على معلم الكهرباء، السمكري، الدهان، البلاط، البناء.. وغيرها من المهن الحرّة. وفي المقابل، كان العامل اللبناني يعمل كبديل مؤقت في بلده، والسبب الرئيسي هو الكلفة المتدنية التي يقبل بها العامل السوري فيما لا ترضي اللبناني، الذي لا يقبل بالوظيفة مهما كانت إذا لم يكن الراتب بقدر متطلباته، ما دفع غالبية أرباب العمل الى توظيف السوريين بدلاً من اللبنانيين الأمر الذي يصب في مصلحتهم.
واليوم ومع توافد النازحين السوريين على الأراضي اللبنانية وتزايد أعدادهم عدّة أضعاف، ازدادت المجالات التي يجد اللبناني من ينافسه فيها، ومنها مجال خدمة التوصيل أو “الديليفري”.
فمع تزايد المواقع والصفحات الإلكترونية التي تسوّق للمحلّات التجارية على الإنترنت، أصبحت شركات الديليفري لا تعد ولا تحصى.. وصار عملها ضرورة وحاجة لدى هؤلاء وزبائنهم، خصوصًا أنّ القطاع التجاري قطاع حيوي لا يموت ولا يفقد أهميته بالنسبة للناس.. وبالتالي، كل محل تجاري متواجد على صفحة على الإنترنت أو لديه موقع في منطقة معينة يتعامل مع شركة ديليفري لتلبية طلبات الزبائن. واللافت أنّ غالبية العاملين في تلك الشركات هم من التابعية السورية مع بعض الاستثناءات..
من هذه الناحية، يوضح صاحب إحدى شركات الديليفري في بيروت لـ “هنا لبنان” أنهم كشركة يسعون دائماً إلى توظيف لبنانيين، معتبراً أن الأفضلية بالنسبة لهم زيادة فرص العمل للشباب اللبنانيين، إلا أن الواقع ليس كالتمنيات، حيثّ أن معظم الشباب اللبنانيين لا يقبلون العمل كـ”Delivery boy” معتبرين أن هذه الوظيفة ليست بمستوى ثقافتهم وتعليمهم. مضيفاً أنّ أصحاب شركات الديليفري يلجأون إلى توظيف عمال سوريين كونهم مستعدون للعمل في جميع المجالات من دون أي تذمّر أو اعتراض على الرواتب، بالإضافة إلى أنّ اليد العاملة السورية أقل كلفة من اليد العاملة المحلية.
ومن الناحية الأخرى، تؤكد صاحبة شركة ديليفري في بيروت لـ “هنا لبنان” أنه من الشروط الأساسية للعمل لديهم توظيف عمّال لبنانيين، موضحة أن جميع العاملين لديهم لبنانيون فقط. وترى أنّ العمل مع العامل اللبناني أفضل، أولاً لأنّه يعرف المناطق اللبنانية أكثر من السوري، وثانياً لأن غالبية الزبائن اللبنانيين يفضّلون التعامل مع اللبناني.
لا شكّ بأنّ النزوح السوري قد حمّل لبنان واللبنانيين أعباءً كثيرة وكبيرة وستستمرّ تبعاته إلى حين وصول هذا الملفّ إلى خواتيمه.. وبانتظار الحلّ يجب على وزارة العمل اتّخاذ إجراءات صارمة لكي لا تكون العمالة الأجنبية مسبّباً لبطالة الشباب اللبناني، ولكن على اللبنانيين أيضاً أن يقتنعوا أنّ “الشغل مش عيب”!
مواضيع مماثلة للكاتب:
الصحة الإنجابية في خطرٍ كبير… لبنان كالصين: ولد واحد لكل عائلة! | القطاع التعليمي في لبنان عالق بين “الردّين” و”المفاوضات” | أحداث الجنوب تربك اللبنانيين.. إلغاء رحلات ورفع للأسعار! |