مفاعيل قمة جدة… سياحة خليجية وعودة مشروطة للعلاقات التجارية السعودية – اللبنانية؟
قبل الأزمة كان عدد السياح السعوديين في لبنان في الصدارة، وكانت المملكة العربية السعودية الوجهة الأولى والأكبر للصادرات اللبنانية. هذا عدا عن الاستثمارات المدنية في شراء العقارات والأراضي وإقامة المؤسسات. كما أن السائح الخليجي، وبخاصة السعودي، ينفق في لبنان أكثر من 15 سائحًا أوروبيًا.
كتبت يارا الهندي لـ”هنا لبنان”:
بعد انتهاء القمة العربية التي أقيمت في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، تشخص الأنظار نحو النتائج الإيجابية المتوقعة بعدها، وخصوصاً انعكاساتها علي الوضع الداخلي اللبناني.
فلبنان الذي لطالما كان وجهة سياحية للسياح العرب والخليجيين والأجانب، ينتظر الموسم السياحي على أمل أن يكون أول خطوة على درب استعادة الاقتصاد لنشاطه.
وبانتظار التطورات الداخلية وتأثيرات القمة، تزايدت الأحاديث حول إمكانية عودة السياح العرب إلى أراضي لبنان، كما كانت العادة قبل الربيع العربي والحرب السورية. وكذلك الأمر بالنسبة لاحتمال استئناف العلاقات التجارية بين السعودية ولبنان.
وفي هذا السياق، أكد الصحافي زياد عيتاني لـ”هنا لبنان” أن قرار حظر السعودية للاستيراد من لبنان يعود إلى استخدام المنتجات اللبنانية كوسيلة لتهريب الكبتاغون والمخدرات بكميات كبيرة إلى المملكة العربية السعودية. وبالتالي، فإن إلغاء هذا القرار يتطلب معالجة جدية ورسمية وواضحة وأمنية لمسألة تهريب الكبتاغون.
ولذلك من المتوقع أن يستهدف هذا المسار، بعد الاتفاق السعودي والتطبيع مع سوريا، تجار الكبتاغون وفقًا لما أفاد به عيتاني. ومن المهم أن يستفيد لبنان من هذا الاتفاق لتحصين نفسه وضمان عدم انتقال منصات التهريب من سوريا إلى الداخل اللبناني. وبالتالي، سيكون القرار السعودي ذا أهمية بالغة.
أمّا عودة السياح فهي مرتبطة بالتهديدات التي تعرض لها عدد من السياح السعوديين والمؤسسات الاستثمارية في لبنان، لذا فعندما يتم توفير بيئة أمنية مستقرة للسعوديين في لبنان، ستكون القرارات السعودية جاهزة.
أما في ما يتعلق بالجانب السياسي، يحتاج لبنان إلى إصلاح علاقاته مع الدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية، بالتعاون مع المجتمع الدولي وفرنسا والولايات المتحدة، ولذلك شروط حسب ما ذكر عيتاني تأتي على النحو الآتي:
– مكافحة الفساد عن طريق الشروع في مشروع إصلاحي.
– ملء الفراغ وانتخاب رئيس للجمهورية لضمان استقرار العمل السياسي.
– ضبط الأمن وحصره بيد الجيش اللبناني.
كما أشار عيتاني في حديثه لـ”هنا لبنان” إلى أن المملكة تعتبر لبنان كأخ محبوب بشكل خاص وليس دولة عادية كباقي الدول، وأكد على ضرورة تنفيذ لبنان للشروط المطلوبة. ومع العلم أن الدول المحيطة بنا تعمل وفقًا لنظام معين وتتبنى مواقف جديدة تجاه المنطقة، فإن البقاء خارج هذا الإطار العربي والدولي الجديد، خاصة بعد قمة جدة، لن يكون مقبولًا، حيث يشير عيتاني إلى أنه سيكون “فعل انتحار”، والهروب من هذا الوضع يتم عن طريق التوافق مع النظام العربي الجديد والآليات التي وضعت في قمة جدة.
وهذه العودة الخليجية من الطبيعي أن تلقي بظلالها على اقتصاد لبنان، وفق عيتاني، فقبل الأزمة كان عدد السياح السعوديين في لبنان في الصدارة، وكانت المملكة العربية السعودية الوجهة الأولى والأكبر للصادرات اللبنانية. بالإضافة إلى ذلك، يوجد عدد ضخم من العمال اللبنانيين في المملكة العربية السعودية، فضلاً عن الاستثمارات المدنية في شراء العقارات والأراضي وإقامة المؤسسات. كما أن السائح الخليجي، وبخاصة السعودي، ينفق في لبنان أكثر من 15 سائحًا أوروبيًا.
ويختم عيتاني حديثه بالقول أن مصلحة لبنان تكمن في أن يدرك أهمية الحفاظ على أفضل العلاقات مع جيرانه العرب، وخاصة المملكة العربية السعودية.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ميقاتي وصفقة المليار يورو… على “ظهر اللبنانيين” | قنبلة الذوق الحراري: مواد كيميائية تنذر بكارثة جديدة في لبنان! | “دورة خفراء في الجمارك” تثير الجدل مجددًا… فهل يتم إقصاء المسيحيين من وظائف الدولة؟ |