الاستقرار والتغيير عنوانا قمة جدّة
قد أبلغت المملكة جميع المسؤولين العرب أنّ باب الاستثمارات السعودية مفتوح والدخول إليه لن يكون سوى من خلال مسار جديد متطور ومنفتح عنوانه التغيير.
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
لم تنتهِ القمة العربية التي انعقدت في جدّة في المملكة العربية السعودية مع انتهاء اجتماع رؤساء الوفود العرب بل أنّ مفاعيلها الإيجابية ستكون ممتدة على سنة على الأقل وهي السنة التي تبقى فيها المملكة ترأس الجامعة العربية بانتظار أن تسلّم الرئاسة إلى دولة أخرى.
في هذه القمة نجحت السعودية في أن يكون الحضور العربي كاملاً ليس فقط في الشكل بل في المضمون ولا سيّما لجهة عودة سوريا إلى جامعة الدول العربية وهو موضوع حظيَ بأن أجمع العرب على العودة ولو أنّ هناك اعتراضات، والصحيح أيضاً أنّ هذه العودة ليست مجانية بل أنّ هناك متطلبات يفترض بالجانب السوري أن ينفذها في عملية الخطوة في مقابل الخطوة وهي ليست كما يبدو بالمسألة السهلة للنظام السوري لا سيّما وأنّ حلاًّ سياسياً مطلوباً في سوريا وهو السبيل الوحيد لإعادة توحيد البلاد وعودة اللاجئين وإعادة الإعمار وخروج كل القوى الأجنبية من سوريا بما فيها الحرس الثوري الإيراني وأذرعه وأهمها حزب الله.
أيضاً استطاعت المملكة أن تضع الجمهورية الإسلامية الإيرانية في خانة الخيار بين تحسين علاقاتها مع مختلف الدول العربية ووقف التدخلات في شؤونها وبين استمرار عزلتها في المنطقة ومصدراً لتصدير التوترات، ويبدو أنّ الإيرانيين ورغم صعوبة الخيار قرروا الإتجاه نحو التخفيف من مشاكلهم مع الجوار القريب والبعيد ولكن هذا القرار يحتاج للمزيد من التظهير وهذا ما تنتظره المملكة وباقي العرب.
تريد المملكة العربية السعودية في خلال ترؤسها للقمة أن يسود الاستقرار في العالم العربي لذلك فالجهود ستتكثف للتقدم في ملف اليمن وفي ملف السودان المستجد وفي الملف الليبي وفي الملف اللبناني، إضافة لمحاولة تعزيز اقتصاديات الدول العربية كي ينسحب الاستقرار أيضاً على الأوضاع الإجتماعية والمعيشية، وقد أبلغت المملكة جميع المسؤولين العرب أنّ باب الاستثمارات السعودية مفتوح والدخول إليه لن يكون سوى من خلال مسار جديد متطور ومنفتح عنوانه التغيير.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |