باسيل لـ “الحزب”: “احكوني”

التواصل الرئاسي المباشر بين باسيل و”الحزب” في أدنى مستوياته في هذه الأيّام، وسيبقى كذلك ما دام فرنجيّة هو المفضّل لدى الضاحية الجنوبيّة، ولهذا هو يدفع باتجاه تحريك المياه الراكدة مع الـ Ex السياسي.

كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:

يُرسل جبران باسيل الرسالة تلو الأخرى إلى حليفه مع وقف التنفيذ “حزب الله”. معظم مواقف باسيل يجب أن تُقرأ كرسائل للحزب، سواء كانت إيجابيّة تجاهه أو سلبيّة.

فبعدما أوصل التواصل الباسيلي مع القوات اللبنانيّة وبعض قوى المعارضة إلى اتفاقٍ على ترشيح جهاد أزعور، الذي كان باسيل في طليعة داعميه؛ حين اقترب التوافق على اسم أزعور، قبل أسبوعين، خطا باسيل خطوةً إلى الوراء، معتبراً أنّ الاتفاق على أيّ اسمٍ لا يحظى بموافقة حزب الله لا جدوى منه. ويعرف باسيل أنّ مثل هذا الأمر من شأنه أن يكسر الجرّة “المشعورة” مع الحزب.

وهكذا، سقط الاتفاق على أزعور، ثمّ سافر باسيل إلى إيطاليا وفرنسا، وعاد منها ليعود التواصل مع “القوات” وقوى المعارضة الأخرى، خصوصاً المسيحيّة منها.

فقد اتصل باسيل في الساعات الأخيرة برئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل، وبعددٍ من نوّاب المعارضة والتغييريّين، وأبلغهم بموافقته النهائيّة على ترشيح أزعور. اتفاقٌ سيتبلور أكثر في اليومين المقبلين، وسيتبعه تكاثر الدعوات الموجّهة إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري لعقد جلسة.

يدرك باسيل جيّداً أنّ هذا الاتفاق لن يوصل أزعور إلى بعبدا. وهو يعرف أنّ الأخير ليس في وارد خوض مواجهة مباشرة مع المرشّح الأول سليمان فرنجيّة. ولكنّ رئيس التيّار الوطني الحر يريد توجيه رسالة إلى حزب الله، تُختصر بكلمة واحدة “احكوني”.

فالتواصل الرئاسي المباشر بين باسيل و”الحزب” في أدنى مستوياته في هذه الأيّام، وسيبقى كذلك ما دام فرنجيّة هو المفضّل لدى الضاحية الجنوبيّة، ولهذا هو يدفع باتجاه تحريك المياه الراكدة مع الـ Ex السياسي.

ما يريده باسيل فعلاً هو الجلوس على طاولة واحدة مع حزب الله للاتفاق على مرشّح بديل عن فرنجيّة قادر على نيل ٦٥ صوتاً، من دون التعرّض لـ “فيتو” معارض يطيح بالنصاب. مرشّحه المفضّل زياد بارود، ولكنّه مستعدّ للبحث في لائحة مختصرة من الأسماء.

فكيف سيردّ حزب الله على رسالة باسيل؟ هل يتراجع عن ترشيح فرنجيّة أم يزداد إصراراً؟ وهل ترشيح أزعور لإيصاله أم لحرقه؟

أسئلة قد نجد أجوبةً عنها في الأسبوع المقبل…

مواضيع مماثلة للكاتب:

نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟

كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟

هل انتهت الحرب أم بدأت؟