“الحزب” ينتقل إلى التهديد
أن يطلق الحزب حملة تهديد بهذا الحجم فهذا يعني أنه يتحضر لتحويل التهديد إلى أفعال، مع ما يعنيه ذلك من انتقال من مرحلة الاستعراضات العسكرية غير الموجهة لإسرائيل، إلى مرحلة إيصال الرسائل المباشرة، وهذا يمكن أن يطال الخصوم والأصدقاء المتمردين على السواء.
كتب أسعد بشارة لـ”هنا لبنان”:
لم تكد أنباء التوصل إلى تفاهم بين المعارضة والتيار العوني على ترشيح جهاد أزعور، حتى خرج حزب الله إلى العلن ليبدأ حملة تخوين وتهديد، الهدف منها ردع باسيل، وإفهام من يجب أن يفهم، بأن لا رئيس من دون أن يوافق عليه حزب الله، وبتعبير أوضح، لا رئيس إلّا الذي يريد حزب الله فرضه على الجميع.
أن يطلق حزب الله عبر النائب محمد رعد والشيخ نعيم قاسم والسيد هاشم صفي الدين حملة تهديد بهذا الحجم فهذا يعني أنه يتحضر لتحويل التهديد إلى أفعال، مع ما يعنيه ذلك من انتقال من مرحلة الاستعراضات العسكرية غير الموجهة لإسرائيل، إلى مرحلة إيصال الرسائل المباشرة، وهذا يمكن أن يطال الخصوم والأصدقاء المتمردين على السواء.
أن يطلق الحزب هذه التهديدات، فهذا يعني أنه استشعر أنّ اتفاقاً بهذا الحجم بين هذه القوى، كفيل بأن يجهز على مرشحه الرئاسي، وأن يجرف في طريقه ما حاول بناءه منذ العام 2016، حين نجح عبر التعطيل بإيصال العماد ميشال عون إلى بعبدا، فيما هو اليوم مستعد لتكرار السيناريو نفسه الذي اعتمده سابقاً، ذلك على الرغم من الانهيار الاقتصادي الذي لا يأخذه الحزب بالحسبان.
الخطر الأكبر على مرشح حزب الله أن ينجح ترشيح أزعور في نيل 65 صوتاً من النواب، أو أن ينجح بحد أدنى، في تجاوز الأصوات النيابية المؤيدة لفرنجية، وحينها سوف نشهد إحراجاً في الإيليزيه، قد لا يمكن تجاوزه، إلا بإسقاط ورقة سليمان فرنجية، كما ورقة التسوية المزعومة، التي حاولت فرنسا تسويقها باسم الواقعية السياسية، وهي في الحقيقة صفقة كاملة لمصلحة حزب الله وحلفائه.
هذه العارضات والاستعراضات التي نفذها الحزب هي موجهة للداخل اللبناني، وهي باتت مرفقة بتهديدات واضحة، وهذا ما يؤشر إلى أنه لو حاز أزعور على 65 صوتاً، فلن يتمكن من عبور حاجز المجلس النيابي، الذي يمسك الرئيس بري بمفتاحه، وبالتالي لن يكون الاتفاق على اسم أزعور أكثر من محطة متقدمة للقضاء على ترشيح فرنجية، والاستعداد للمرحلة الجديدة التي قد تشهد بتوقيت إقليمي على الأرجح ولادة تسوية تأتي برئيس من خارج الأسماء المطروحة.
بدأ حزب الله حربه على المعارضة بادعاء عدم وجود مرشح ذلك على الرغم من ترشيح النائب ميشال معوض، ولما انكفأ معوض وشارك بنفسه باسم كتلة تجدد في الاتفاق على أزعور، اتهم الحزب المعارضة بالمناورة، وكان الأحرى بمن رشحوا أزعور، أن يتوجهوا إلى حزب الله بالقول: ما دمت تعتقد أنها مناورة فاذهب إلى مجلس النواب وانتخب حليفك، وليربح من يربح.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | لبنان على موعد مع أشهر صعبة | ترامب اللبناني |