المؤتمر الدولي.. البديل لعدم الاتفاق
كتب المحرر السياسي:
أبلغ البطريرك الراعي، خلال زيارته الفاتيكان وباريس على التوالي، كلًّا من أمين سرّ دولة الفاتيكان بيترو بارولين والرئيس إيمانويل ماكرون موقف المعارضة والقوى المسيحية (القوات، والتيار، والكتائب) ونواب مسيحيين وسنة مستقلين المؤيد لترشيح الوزير السابق جهاد أزعور. وأعلن الراعي “أنّه سيقوم باتصالات لنبني على ما تمّ من إيجابيات فنتجاوز الفراغ القاتل الذي أوصل البلاد إلى الهاوية”، مؤكّداً أنّه لن يستثني أحداً وستكون له اتصالات مع حزب الله، وأنّ تواصله مع الرئيس نبيه بري مستمر.
واستباقاً لحراك الراعي، وجه المفتي الجعفري الممتاز أحمد قبلان رسالة إلى الراعي جاء فيها: “شريكنا في الوطن والوطنية لأقول له نحن شركاء وطن وصناع سيادة وحماة دولة وبلد..” واستخدم الشيخ تعابير وألفاظاً غير مألوفة في التخاطب مع بكركي كمرجعية روحية ووطنية.
هذا الكلام الذي رأت فيه أوساط معارضة محاولة من قبل الثنائي للالتفاف على مبادرة الراعي وإجهاضها في المهد ودعوة للمعارضة إلى التخلي عن مرشحها جهاد أزعور لأنّه مرشح مواجهة، اقترن بكلام النائب محمد رعد الذي وصف أزعور بأنّه “مرشّح المناورة لإسقاط فرنجية”، داعياً المعارضة لتأييد المرشح الطبيعي سليمان فرنجية.
يبدو جليًّا أنّ موقف قبلان يعكس حقيقة توجه الثنائي الشيعي الرافض لأيّ تفاوض، والساعي إلى فرض اسم مرشحه كما فعل عام 2016 على اعتبار أنّ الثنائي “شريك يحق له اختيار الرئيس بمعزل عن موقف القوى المسيحية والشارع المسيحي والشركاء في الوطن”.
وفي هذا السياق، قال الراعي أثناء استقباله وفد نقابة الصحافة “إذا لم تتفق القوى السياسية وبقي كل فريق متمترساً في موقفه سأدعو إلى مؤتمر دولي لبحث كل الأمور العالقة وهي: إكمال تطبيق الطائف، تنفيذ قرارات الشرعية الدولية والعربية، معالجة ملف اللاجئين الفلسطينيين، وعودة النازحين السوريين إلى بلادهم على أن يحصلوا على المساعدات التي يحصلون عليها في لبنان، وحياد لبنان، فتركيبته قائمة منذ الاستقلال على الحياد وهكذا ولد منذ عام 1943”.
كما أبلغ الراعي الرئيس ماكرون أنّه يرفض أن يفرض أيّ مكوّن مرشّحه على الآخرين، لذا لا بدّ من الاتّفاق وإبعاد مرشح التحدي والسعي إلى مرشح سياسي مستقل متمرّس له تاريخه، يعمل مع حكومة يتم الاتفاق على وزرائها لتنفيذ الإصلاحات في سياق خطة إنقاذ لبنان. وقد شدّدت بكركي وكذلك الأحزاب المسيحية والمعارضة، على الإعلان عن ترشيح جهاد أزعور، كلّ من موقعه بعدما سقط اقتراح إعلان بيان مشترك للقوى المسيحية والمعارضة من مجلس النواب بترشيح أزعور، مع رفضها سلوك أيّ اتجاه أو خيار يمكن أن يعتبره الثنائي الشيعي استهدافاً له إضافة إلى إبعاد الطابع المذهبي عن الاستحقاق ورفض وضعه في مواجهة بين الثلاثي المسيحي والثنائي الشيعي كما رغب الأخير منذ انطلاق مشوار الاستحقاق.
مواضيع مماثلة للكاتب:
ليس بلداً عربياً.. هذه الدولة هي الأكثر استثماراً في العقارات في تركيا! | بوتين يحدّث العقيدة النووية.. ماذا يعني ذلك؟ | في ظلّ الحرب.. ما هي أغلى المقاتلات الحربية في العالم؟ |