لورديان أنهى زيارته وأميركا سلّمت الملف الرئاسي لباريس: هل يعود الحريري بتسوية؟!
بانتظار عودة لودريان في تموز المقبل كما بات معروفاً، تبقى العين على التقرير الذي سيعده والخلاصات التي سيقدمها إلى الرئيس ماكرون ومجموعة دول اللقاء الخماسي استناداً إلى جولته ولقاءاته وأسئلته لتحديد مواصفات الرئيس العتيد وإمكانية التوافق عليه في ظل معرفته المسبقة لكافة من إلتقاهم وخلفيات كل منهم.
كتبت شهير إدريس لـ “هنا لبنان”:
التسوية الفرنسية التي خيمت على مدى أشهر على الوضع الرئاسي اللبناني أي “فرنجية مقابل سلام” صفحة وطويت بالنسبة للفرنسيين… هذا ما استشفته على الأقل معظم القوى والشخصيات السياسية التي التقاها الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان على مدى ثلاثة أيام باستثناء قوى الممانعة وطبعاً المرشح سليمان فرنجية الذي التقاه لودريان إلى مائدة غداء في قصر الصنوبر والذي لم يشعر بأن فرنسا تراجعت عن مبادرتها السابقة وأنها لا تزال قائمة.
انتهت المرحلة الأولى من مهمة لودريان بعد جولة مكوكية لم يستثنِ منها أحداً، وفيما التقى كافة المرشحين في لبنان علم موقع “هنا لبنان” أنه سيلتقي المرشح جهاد أزعور بعد أن تواصل معه وقد يكون اللقاء في باريس، لكن عميد الدبلوماسية الفرنسية غادر لبنان بعد ثلاثة أيام ثقيلة حاملاً معه تشبث القوى السياسية اللبنانية بآرائها والتي قد تصعب مهمته ما لم تتزامن مع حلحلة لبعض الملفات في المنطقة والتي من شأنها التأثير على الملف اللبناني.
وكشفت مصادر فرنسية قريبة من لودريان ومطلعة على أجواء الزيارة لموقع “هنا لبنان” أن الموفد الشخصي للرئيس الفرنسي الذي لم يحمل أي مبادرة أو طرح أو أسماء أراد من خلال جولته فتح كوة ما في جدار الأزمة الرئاسية المستفحلة عبر استماعه عن كثب لكل الأفرقاء اللبنانيين ومعرفة ما يدور في الكواليس السياسية اللبنانية، بعد أن تبين للرئيس ماكرون أن الفريق الذي كان يتولى الملف اللبناني في الإليزيه – أي السفيرين باتريك دوريل وإيمانويل بون- لم ينقل بشفافية ووضوح ما يجري على الأرض فكانت الإستعانة بلودريان ضرورية. وأكدت المصادر أن لودريان كان مستمعاً بدقة ومستوعباً ومقدراً لخطورة الأوضاع في لبنان لجهة عدم بناء دولة القانون والمحاسبة والشفافية والقيام بالإصلاحات في حال بقي فريق الممانعة متشبثاً بمواقفه ومتمسكاً بخياره ترشيح سليمان فرنجية مما شكل لديه نوعاً من الصدمة، في الوقت الذي وجد لدى فريق المعارضة ليونة أكثر بشأن الذهاب إلى خيار ثالث في حال تخلى الفريق الآخر عن مرشحه أي فرنجية، وإلا فإنّ خياره عدم الاستعداد للتخلي عن المرشح جهاد أزعور والدخول في لعبة حرق الأسماء مع التأكيد على عدم الاستسلام مهما كان الثمن، مما شكل لدى لودريان نظرة شاملة عن الوضع الراهن واقتناعاً أولياً بضرورة السعي إلى التوافق على اسم جديد للخروج من الأزمة الرئاسية.
وسط شد الحبال هذا ستبحث فرنسا عبر لودريان عن حلول إنقاذية من شأنها قيامة لبنان مجدداً بعد أن أصبح تقييم لبنان عالمياً إن كان مالياً أو إقتصادياً خطيراً كما أبلغ لودريان القوى التي إلتقاها. وفيما لم يقترح أي مقايضة جديدة بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وحاكمية مصرف لبنان وصولاً الى قيادة الجيش.
وأكدت مصادر دبلوماسية غربية لموقعنا أن الجانب الأميركي سلم ملف الرئاسة والحكومة للفرنسيين فيما يتشبث بإيجاد حل لحاكمية مصرف لبنان إذ شارفت ولاية الحاكم على الانتهاء، ولم تستبعد المصادر طرح إسم المرشح جهاد أزعور في هذا التوقيت والتقاطع عليه لدى قوى المعارضة لا سيما رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل ورئيس الحزب التقدمي الأشتراكي وليد جنبلاط، سوى أن الولايات المتحدة ترى في هذه الشخصية إمكانيات للنهوض بلبنان من جهة إن كان في الرئاسة أو في مصرف لبنان، وفي نفس الوقت تشكيل قوة ضغط على قوى الممانعة من أجل التخلي عن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية.
ولفتت المصادر الدبلوماسية إلى مساعٍ متعددة مساعدة للدور الفرنسي تقوم بها بعض الدول وأبرزها الفاتيكان والمملكة العربية السعودية التي لم تحدد موقفها بعد من ملف الحكومة ورئاستها في لبنان والذي لم ينضج حتى الساعة مما يساهم بتأخير ملف الرئاسة، إذ وعلى الرغم من عدم تدخلها في الشؤون الداخلية اللبنانية تحاول إيجاد حلول للمنطقة من شأنها أن تنعكس على لبنان لا سيما في الملف اليمني الذي يشهد تعقيدات جمة والملف السوري حيث لا تزال العلاقات السعودية السورية في بداياتها ولم تتبلور بعد.
وكشفت هذه المصادر عن “لقاء جمع السفير السعودي في الإمارات بالرئيس سعد الحريري وعلى إثره دعي الحريري إلى عشاء في باريس جمعه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان وجرى خلاله البحث في إمكانية طرح تسوية جديدة يكون الحريري من ضمنها لخلق حالة من التوازن في ظل غياب الطائفة السنية عن ساحة الصراع الشيعي المسيحي”.
وبانتظار عودة لودريان في تموز المقبل كما بات معروفاً، تبقى العين على التقرير الذي سيعده والخلاصات التي سيقدمها إلى الرئيس ماكرون ومجموعة دول اللقاء الخماسي استناداً إلى جولته ولقاءاته وأسئلته لتحديد مواصفات الرئيس العتيد وإمكانية التوافق عليه في ظل معرفته المسبقة لكافة من إلتقاهم وخلفيات كل منهم. وسيبقى مجلس النواب مغلقاً بوجه أي جلسة إنتخابية رئاسية جديدة بإنتظار الحلول الخارجية.