باسيل “راجع” إلى حارة حريك وتبريرات العودة نقلها إلى الديمان… أكثر من لقاء وأقل من حوار!
عين جبران على الرئاسة ولو بعد حين، والهدف المماطلة وتمرير الوقت، لأنّ لا الحزب يريد رئيساً، ولا باسيل يريد رئيساً سواه، لذا ستتراوح العلاقة بين أكثر من لقاء وأقل من حوار…
كتبت صونيا رزق لـ “هنا لبنان”:
مَن اعتاد تبادل المصالح الخاصة والمنافع السياسية، لا يستطيع أن يكون في خانة مغايرة، وهذا هو حال ” التيار الوطني الحر” وحزب الله، الحليفان السابقان اللذان يتجهان اليوم للعودة إلى أحضان بعضهما البعض، لكن مع بعض الحذر والتذاكي، لأنّ الخلافات طالت ووصلت منذ أشهر إلى طريق مقطوع، عمل الوسطاء على فتح دروبها، لكن مهمتهم كانت صعبة لا بل شاقة، إلى أن إقتنع الطرفان بأنّ عودة كل منهما إلى قواعده سالماً باتت مطلوبة، مع حنين لإرجاع منطقتي حارة حريك وميرنا الشالوحي إلى سابق عهدهما، الحافل بالدفاع المتبادل عن حليفين لا يجمعهما شيء سوى المصالح السياسية. إلى أن دخل بينهما الملف الرئاسي، فكان حجر عثرة من خلال دعم حزب الله لرئيس تيار “المردة “سليمان فرنجية، الخصم الأكبر لباسيل بسبب الكرسي التي فعلت فعلها، وفرّقت كل القيادات المارونية عن بعضها.
أما اليوم فاستيقظ “التيار” و”الحزب”، فوجدا أنّ الملف الرئاسي لن يُحلّ سوى بالحوار، وبإمكانية طرح أفكار وطروحات جديدة، من ضمنها ألا يكون التحاور محصوراً بفرنجية كمرشح وحيد، وهذا الشرط سبق أن تم البحث فيه منذ مطلع العام الجاري، فرُفض من قبل باسيل كي يعود حليفاً إلى حارة حريك، لكن وفي ظل المعطيات التي ظهرت رأى “الحزب” بأنّ الاستماع إلى وجهة نظر باسيل لن يجلب أي خسارة، خصوصاً إذا ترافق مع بوادر إيجابية، وسط الوقت الضائع حالياً، وهذا يعني أنّ التنازل كان من الطرفين لعلّ وعسى أن يؤتي بثمار رئاسية.
إلى ذلك هذا هو المشهد الذي سنراه بين التيار البرتقالي والحزب الاصفر، وهو سبق أن استُهلّ بلقاءين قبل أسبوعين، بين باسيل ورئيس وحدة التنسيق والارتباط في حزب الله وفيق صفا، وانطلاقاً من عودة هذا الانفتاح يبدو أنّ رجوع رئيس “التيار” إلى حارة حريك بات وشيكاً، خصوصاً بعدما استرجع حساباته، إذ رأى أن مكانه إلى جانب المعارضة وإن كان مرحلياً لم يهضمه هو نفسه، فكيف سيهضمه الآخرون؟ الذين لم يصدقوا تلك الوقفة إلى جانب مرشح المعارضة جهاد أزعور للوصول إلى الرئاسة، وبالمعنى اللبناني “ما حدا قابضو جد”.
هذه العودة البرتقالية التي تسير على نار حامية، أتت بالتزامن مع اقتراب مجيء الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، الذي سيحمل معه طرحاً لحوار للتوصل إلى صيغة رئاسية جديدة، تصبّ في نهاية المطاف في خانة مرشح ثالث، وهذا هو مطلب رئيس “التيار”، لأنّ موافقته على دعم فرنجية تقارب المستحيل، وفقاً لسؤال: “لماذا فرنجية وليس أنا؟”، ومن هذا المنطلق يرى باسيل أنّ طرح فرنجية من قبل باريس لم يعد وارداً، وهو سمعها من أكثر من ديبلوماسي، لذا وضع يداه في مياه باردة للمضي في الحوار مع الحزب وسط ارتياح تام، لأنّ الأيام المقبلة ستحوي تفاهماً على مرشح غير محسوب على أحد، لكن ووفق مطلب الحزب “لا يطعن بالمقاومة”.
في غضون ذلك، ووفق معلومات “هنا لبنان” وضع باسيل أسرار خطوته هذه في الديمان، خلال زيارته يوم الخميس الماضي البطريرك الماروني بشارة الراعي، موضحاً أنه سيسعى إلى الاتفاق من جديد مع الحزب، عبر نقاش مفتوح وطرح لأسماء مقبولة، على أن يتواصل مع أفرقاء آخرين لاحقاً، وستكون بكركي مرجعيته، مبرّراً العودة بأنها أتت تحت عنوان “حوار غير مشروط”، وصولاً إلى أسماء قابلة للبحث والغربلة، والبطريرك سيكون دائماً في أجواء تلك المحادثات.
انطلاقاً من هنا يمكن القول، أنّ باسيل يخطط للخروج من تلك المهمة بطلاً، أراد طرح الحلول مع الجميع، فأطلق مبادرة قبل أشهر وأرسل موفدين من قبله إلى كل القيادات، ومن ثم دخل على خط المعارضة ودعم مرشحها جهاد أزعور، واليوم عاد إلى حليفه السابق على الرغم من “النزلات “السياسية التي انزلق فيها معه، ومع ذلك يواصل مهمته والنتيجة واحدة: عين جبران على الرئاسة ولو بعد حين، والهدف المماطلة وتمرير الوقت، لأنّ لا الحزب يريد رئيساً، ولا باسيل يريد رئيساً سواه، لذا ستتراوح العلاقة بين أكثر من لقاء وأقل من حوار…