فرص واعدة… “صنع في لبنان” يقتحم الأسواق الأوروبية
ارتفعت الصادرات اللبنانية إلى أسواق الإتحاد الأوروبي في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2023 بنسبة 76 % مقارنةً مع الأشهر الأربعة الأولى من العام 2022.
كتبت ناديا الحلاق لـ “هنا لبنان”:
استطاعت الصناعة اللبنانية رغم الأزمة الاقتصادية أن تحمل رسالة حضارية إلى أوروبا وتثبت قدرتها على الانتشار رغم التحديات، بعد أن سجل حجم صادراتها إلى دول الاتحاد الأوروبي أعلى مستوى له بقيمة 322 مليون يورو خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام 2023، ما جعلها محركاً أساسياً لعجلة الاقتصاد “المتقهقر”.
وكان مدير عام وزارة الإقتصاد والتجارة د. محمد أبو حيدر قد كشف لمصادر إعلامية عن “ارتفاع الصادرات اللبنانية إلى أسواق الإتحاد الأوروبي في الأشهر الأربعة الأولى من عام 2023 بنسبة 76 % مقارنةً مع الأشهر الأربعة الأولى من العام 2022، وقد بلغت قيمة الصادرات في هذه الفترة من العام 2023 نحو 322 مليون يورو مقابل 183 مليون يورو في الأشهر الأربعة الأولى من العام 2022.
كما كشف أبو حيدر عن “الجهود التي قامت بها الجهات اللبنانية المعنية لا سيما وزارة الزراعة، إذ استطاعت الحصول على قرار من الإتحاد الأوروبي بالسماح للعسل اللبناني بالدخول إلى الأسواق الأوروبية”، معلناً في هذا الإطار أنه سيتم تصدير أول شحنة عسل لبناني إلى أوروبا الأسبوع المقبل”.
فهل هذه الأرقام دقيقة؟
نائب رئيس جمعية الصناعيين زياد بكداش يؤكد لـ “هنا لبنان” أن “أرقام الصادرات اللبنانية إلى الخارج تختلف بين مصدر وآخر وهي في معظم الأحيان غير دقيقة، وهناك تخوف دائم من التلاعب في قيمة الفواتير عبر خفضها رغم عدم وجود رسوم جمركية بين لبنان وأوروبا، فالصناعيون يلمسون خلال اجتماعاتهم بالملحقين التجاريين الأجانب لدى السفارات في لبنان اختلافاً في أرقام التصدير والاستيراد، ما يشير إلى أن أرقام الصادرات اللبنانية إلى أوروبا قد تكون أعلى بكثير من الأرقام المصرح عنها”.
ويتابع: “ما يمكن تأكيده أن الصناعات اللبنانية شهدت انتعاشاً كبيراً خلال الأشهر الاولى الأربعة من العام 2023 حيث سجلت أرقاماً قياسية وأثبتت قدرتها على الانتشار وعبور القارة الأوروبية رغم التحديات”.
ويؤكد بكداش أن “الصناعيين أثبتوا صلابتهم وإرادتهم فحولوا الأزمة إلى فرصة، ونتيجة لعدة عوامل أهمها جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية وتدني قيمة العملة الوطنية، انخفضت كلفة الإنتاج إلى 50% فتحسن وضع المصانع وإنتاجها وأصبحت منافسة للخارج، حيث أصبح هناك مصانع جديدة وأصناف جديدة وخطوط جديدة الأمر الذي ساهم أيضاً في خلق فرص عمل جديدة”.
ويشدد بكداش على أن “جمعية الصناعيين تبذل جهوداً جبارة من أجل تحفيز القطاع وتطويره، ففي السابق كانت تقدم الدعم المادي للمصانع التي تعرض منتجاتها في المعارض المتخصصة، أما اليوم وفي ظل الأوضاع الاقتصادية الخانقة توقفنا عن ذلك وأصبحنا نعول على الملحقين التجاريين اللبنانيين في الخارج والبالغ عددهم 18 ملحقاً تقريباً، مشيراً إلى أن 50% منهم يحققون نتائج إيجابية أما الـ 50% الآخرين فإنجازاتهم ما زالت خجولة لناحية التصدير”.
أما بالنسبة لموضوع تصدير العسل إلى أوروبا فيقول: “استطاع الملحق التجاري في بلجيكا سعدالله زعيتر بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي أن يسمح للبنانيين بتصدير العسل إلى أوروبا وستتم العملية قريباً”.
اقتصادياً، يقول الباحث في الشؤون المصرفية والاقتصادية د. محمد أبو الحسن: “من رحم الأزمة الاقتصادية، ولدت فرصة استثنائية استغلها الصناعيون الذين لم يستطيعوا كسب المستهلك اللبناني طيلة السنوات، ولا شك أن المستثمر اللبناني كان لديه بعد نظر قبل الأزمة الاقتصادية وبعدها، حيث توجه للاستثمار في قطاعات لم يكن الاستثمار فيها رائجاً، ومنها القطاع الزراعي والمواد الغذائية وأهمها (المكسرات والمواد العالية الجودة والزيتون والفاكهة الموسمية والعسل وغيرها)، الأمر الذي ساعد الصناعيين على لعب دور منافس وزيادة تصدير إنتاجهم”.
ويتابع: “بدأت الصناعات المحلية البديلة تتزايد في لبنان، ويأتي ذلك في محاولة للتعويض عن المنتجات المستوردة المرتفعة الثمن، ومؤخراً بدأنا نلاحظ اعتماد المتاجر الكبرى في لبنان على المنتجات المحلية وعرضها على رفوفها، لافتاً إلى أن الأزمة اللبنانية-الخليجية السابقة ساهمت أيضاً في تشجيع المزارعين والصناعيين على عرض منتجاتهم محلياً والتسويق لها، ما ساهم في تنشيط الاقتصاد وتخطي العقبات المالية الصعبة التي يعيشها لبنان”.
ويلفت أبو الحسن إلى “تعدد وتنوع المنتجات اللّبنانية في الدول الأوروبية، حتى أصبحت ملاذاً للاستثمار حيث تساهم في إدخال الدولارات إلى البلاد في ظل الأوضاع الصعبة والركود الاقتصادي وتمكين لبنان من توسيع شبكة مداخيله”.
ويختم: “أرقام الصادرات لهذا العام كانت قياسية والآتي سيبشر بمزيد من الخير ونتوقع خلال السنوات المقبلة مزيداً من النمو والانتشار في الصناعات اللبنانية”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تأمين الدم للمرضى…رحلة بحث شاقة وسعر الوحدة فوق الـ 100 دولار | بيوت جاهزة للنازحين.. ما مدى قانونيتها؟ | قائد الجيش “رجل المرحلة”.. التمديد أو الإطاحة بالـ1701! |