عدالة الظلام
خاص “هنا لبنان”
يغرق قصر العدل في بيروت لليوم الثاني على التوالي بالظلام، وسط انقطاع غير مبرر للتيار الكهربائي وتنصل وزارة العدل من مسؤولياتها.
غياب الكهرباء المتزامن مع ارتفاع درجات الحرارة، أدى الى توقف جلسات التحقيق والمحاكمات واضطرار أكثرية القضاة الى مغادرة مكاتبهم مع اضطرار المناوبين منهم والموظفين للمكوث لوقت أطول، لتلقي مراجعات المحامين والمتقاضين الذين تعقبوا المعلامات على أضواء هواتفهم الجوالة التي انطفأ أكثرها بسبب فقدان الشحن الكهربائي، وسادت حالة من الاستياء بين الموظفين والمحامين والمواطنين الذين توافدوا إلى قصر العدل لمراجعة ملفاتهم.
وما يثير الغضب والاشمئزاز في آن هو غياب المبررات لدى وزارة العدل التي أبلغت مراجعيها أنّ المولد الرئيسي معطل وبحاجة إلى تبديل قطعة غيار تبلغ قيمتها حوالي الـ200 دولار، وهذا المبلغ غير متوفر في صندوق الوزارة، لكن ما فات الوزارة أو ربما غفلت عنه، أنّ تعطيل العدلية جراء انقطاع الكهرباء تسبب بإقفال صندوق المالية وصندوق تعاضد القضاة ما حرم الخزينة من مئات الملايين التي تكفي لإصلاح واقع قصر العدل برمته وليس فقط مولد الكهرباء.
وقد طرح المتواجدون في قصر العدل أسئلة عمّا إذا كان هناك حقاً من وزارة تعنى بشؤون القضاء والعدالة، أو بقي أيّ شيء من هيبة الدولة؟
والسؤال الأصعب، هل هناك اليوم من لبناني يؤمن بوجود العدالة في هذا البلد؟
كلّ هذه الأسئلة تبدو مشروعة في وجه سلطة فاسدة استقالت من مسؤولياتها وتستمتع بآلام شعبها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
الإذاعة الإسرائيلية توضح ما ورد عن أن “بيروت ستهتز اليوم” | الجيش اللبناني ينعى أحد عناصره | بلدية فاريا تكشف تفاصيل الإعتداء على مغارة البلدة |