مطمر الناعمة إلى الواجهة من جديد… خزانات العصارة ممتلئة والمياه الجوفية مهدّدة!
السوائل الناتجة من عصارة مطمر الناعمة تجمّع في خمس خزّاناتٍ أصبحت ممتلئة منذ أسبوعين ممّا يشكّل خطراً على المياه الجوفيّة وسلامتها
كتب أنطوني الغبيرة لـ “هنا لبنان”:
رغم توقفه منذ أكثر من ثماني سنوات، يعود مطمر الناعمة اليوم ليدقّ ناقوس الخطر، في بلد أزمة النفايات فيه تماماً كأزمة الكهرباء، الملايين تُدفع ولا إصلاحات تنفّذ والحلول دوماً ترقيعية. بالعودة إلى مطمر الناعمة، فالنفايات الموجودة فيه وطريقة فرزها المثالية لم تكن كافية لإبعاد الخطر بعد توقّف سحب عصارة النفايات من المطمر! فما هو دور المطمر اليوم؟ وهل من علاقة بين العصارة ومؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان؟
اعتبر عضو الحزب التقدمي الإشتراكي، النائب بلال عبداللّه في حديثه لـ “هنا لبنان” أنّ الحديث عن إعادة فتح مطمر الناعمة ليس سهلاً، فالمنطقة تحمّلت هذا الملف أكثر من عشرين عاماً مع تداعياته السلبيّة. عصارة المطمر مشكلتها متعلّقة بالبلدية واتحاد بلديات الضاحية، لافتاً إلى دور مجلس الإنماء والإعمار في حلّ هذه المشكلة؛ مُشيراً إلى أنّه من خلال ذاك المطمر يتمّ توليد والكهرباء للقرى المجاورة.
وأكمل، بحسب المرسوم الصادر ورغم أن الإنتاج ليس بقدر الحاجة – نظراً للفترة الزمنية الطويلة التي زادت فيها نسبة السكان من تاريخ صدور المرسوم – الكهرباء المولّدة اليوم من المطمر بعهدة مؤسسة كهرباء لبنان منذ السنة الماضية مع إدارة جديدة للمعمل، وها هي الشركة التي اشترت المعدات نفسها المشغّلة له وتستكمل تجهيزه بالكامل.
وفي التفاصل، السوائل الناتجة من عصارة مطمر الناعمة تجمّع في خمس خزّاناتٍ أصبحت ممتلئة منذ أسبوعين ممّا يشكّل خطراً على المياه الجوفيّة وسلامتها؛ فيما تحمّل معظم هذه السوائل بصهاريج الشركة المتعهّدة المشروع الى ريغار يقع جنب مصلحة الغدير ولكن غير خاضع لرقابتها.
اليوم أقفل ذاك الريغار من قبل إتحاد بلديات الضاحية وها هي سوائل المطمر تملأ الخزانات. ولكن لماذا لا تبادر مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان بتكرير سوائل العصارة؟
من جهته أشار المهندس في مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان أنطوان الزغبي إلى أنّ محطة الغدير للصرف الصحي التابعة للمؤسسة تكرر المياه المُبتذلة؛ ومطمر الناعمة كالكوستابرافا مطمران للنفايات الصلبة! غير أنّ في مطمر الكوستابرافا يوجد محطة لتكرير وعصارة داخله، بينما في مطمر الناعمة هناك عصارة ولكن من دون محطة تصفية.
وكان قد صدر عن المكتب الإعلامي في مجلس الإنماء والإعمار الأسبوع الماضي بأن العقد الموقع بينه وبين الشركة المكلفة بصيانة وحراسة مطمر الناعمة ينص على المعالجة الأولية للعصارة ضمن المطمر ومن بعدها نقلها بصهاريج إلى محطة الغدير، الأمر الّذي نفاه الزغبي كون مؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان الوصي على محطة الغدير لا تعلم بالعقد.
أمّا شركة الصيانة التي تنقل السوائل عبر صهاريجها حاولت مراراً التواصل مع مجلس الإنماء والإعمار بعد منعها من تفريغ حمولتها في الريغار جنب المصلحة التي تمّ تسكيره اليوم، ولكن لم تحصل على إجابة!
محطة الغدير التابعة للمصلحة متوقفة عن العمل منذ نيسان 2022 بحسب الزغبي، لأنها تحتاج إلى صيانة بالإضافة إلى كهرباء 24/7. فعملية تكرير المياه المبتذلة تختلف عن مياه الشفة، لذا الآلات عليها أن تبقى في حالة متواصلة من العمل، وهو أمر مستحيل في ظلّ غياب المحروقات لتشغيل المولدات.
وأكّد الزغبي أن لا علاقة لمؤسسة مياه بيروت وجبل لبنان بمطمر الناعمة وبالتالي لا صلة وصل بين العصارة والمؤسسة، فمحطة الغدير هدفها الأساسي إزالة الشوائب وليس التكرير.
اليوم ورغم الجهود مع الإتحاد الأوروبي واليونيسيف لتأمين كهرباء للمحطة ولكن لا حلول لغاية اللّحظة.