أبواق “الممانعة” تجلد وليام نون.. “عار عليكَ أن تتزوج”!
محور “الموت”، يريد لثقافة الموت أن تصبح عادة. محور تغييب الحقيقة، يريد أن يتاجر مجدداً بجريمة المرفأ، جريمة لا يد ملوثة بها إلّا يد الممانعة ومن يقف وراءها وإلى جانبها ويتحالف معها!
كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:
“معقول وليم نون يعمل عرس يكلف ملايين؟ ولا كأنّه في كارثة بالمرفأ وخيو من بين الضحايا”، “يعني وليم نون كان مش همه قضية انفجار البور كان هامه يشد إختها للشهيدة”..
تغريدتان في سرب من التغريدات، التي علقت على عرس وليام نون وماريا فارس، عرس جاء بعد 3 سنوات من انفجار مرفأ بيروت، وبسمة ارتسمت للمرة الأولى على وجه شاب خسر شقيقه في غفلة، وشابة لم تقف شقيقتها إشبينة لها في يوم زفافها.
جو نون، وسحر فارس، وغيرهم.. هم ضحايا السلطة، لا عائلاتهم. هم ذهبوا في انفجار مروّع، لا في حرب، ولا لأجل قضية، وإنّما بسبب يد سوداء خزنّت النيترات ودولة متواطئة أهملت هذه القنبلة فانفجرت مخلّفة أكثر من 200 شهيد!
غير أنّ جمهور الممانعة – وهذا ليس افتراءً، فأصحاب الصفحات التي بخّت السموم على العروسين زينّوا “البروفايل” بصور السيد وبكلماته وبكل ما ارتبط به – هذا الجمهور تجاهل من عرقل التحقيق، وتجاهل أولاً من خزّن النيترات، وتجاهل من أقصى القضاء، وتناسى أو تغابى عن أنّ الدويلة هي من تعيق مسار الحقيقة، وأنّ الدماء التي سقطت يتحمّل مسؤوليتها أولاً وأخيراً الفريق الذي يهلّلون له!
عرس وليام نون، الذي يعدّ المناسبة الفرحة الأولى لأهالي الشهداء منذ الانفجار المروّع، لاقى استهجاناً، فكيف لوليام وماريا أن يتزوجا؟ كيف لهما أن يكملا حياتهما؟ والمثير للسخرية أنّ هذه العبارات صدرت عن محور يهلّل للموت، محور يقدّم أبناءه فداءً للعبثية، ثم يزغرد على الجثث دون أيّ رادع!
هذا المحور الذي يرسل أبناءه طواعية للموت، دون أن ينقبض قلبه، دون أن تتحرّك لدى الأمهات أو الآباء أي عاطفة، يستنكر فرح وليام نون بعد 3 سنوات، يريد منه ربما حداداً أبدياً؟ أو ربما يريد أن تُدفن الحقيقة في جريمة المرفأ فيبقى الجرح نازفاً إلى ما لا نهاية!
عرس وليام نون، هو حقّ. زواج وليام نون هو حقّ. وتطعيم الحزن ببعض الفرح هو حقّ. ولكن من قال أنّ خلف الابتسامة لم يختبئ بعض الحزن؟ من قال أنّ وليام لم يدارِ ألف مرة دمعة قد تسقط على شقيق وسند وإشبين غيّب بجريمة لا ضمير فيها؟
من قال أنّ ماريا لم تشعر بالغصّة، فسحر كان يجب أن تلبسها فستانها؟
من قال أنّ العائلتين لم تعايشا فرحة ناقصة!
كل هذه المشاعر، لم يتوقف عندها المنتقدون، فوليام نون يجب أن يرجم، وليام نون يجب أن يلبس عباءة الشر، فتارة يتهم بالمتاجرة بدماء شقيقه وطوراً بنسيانه، وكأنّ المطلوب منه أن يصمت عن الحق، وكأنّ المطلوب أن يتّخذ قبراً إلى جانب جو، وأن يغلق أبواب الحياة!
محور “الموت”، يريد لثقافة الموت أن تصبح عادة. محور تغييب الحقيقة، يريد أن يتاجر مجدداً بجريمة المرفأ، جريمة لا يد ملوثة بها إلّا يد الممانعة ومن يقف وراءها وإلى جانبها ويتحالف معها!
مواضيع مماثلة للكاتب:
ونحن أيضاً أشلاء.. | أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! |