كارلوس غصن بموقع الهجوم: مسؤولون بشركة “نيسان” أمام القضاء اللبناني
لا تزال حادثة فرار كارلوس غصن من اليابان موضع متابعة قضائية لدى دولٍ عدّة، حيث تسلّم القضاء اللبناني استنابة من السلطات التركية، طلبت فيها الأخيرة استجواب لبنانيين اثنين مشتبه بتورّطهما في عملية تهريبه
كتب يوسف دياب لـ “هنا لبنان”:
لأول مرة منذ هروبه من اليابان إلى لبنان، انتقل الرئيس التنفيذي السابق لمجموعة “نيسان ــ رينو” كارلوس غصن، من موقع الدفاع إلى الهجوم، فالدعوى التي أقامها أمام القضاء اللبناني ضد أشخاص يابانيين مسؤولين وموظفين في شركة “نيسان” بتهمة فبركة جرائم واتهامات طالته وأدت إلى اعتقاله في اليابان، أخذت مسارها القانوني. إذ أعلن مصدر قضائي لبناني، أن المحامي العام التمييزي القاضي صبّوح سليمان “سيعقد يوم الاثنين المقبل جلسة لاستجواب الأشخاص اليابانيين المدعى عليهم في هذه القضية”. وقال المصدر لـ “هنا لبنان”: “ليس معلوماً ما إذا كان المدعى عليهم سيمثلون أمام القضاء اللبناني، إلّا أنهم تبلّغوا موعد الجلسة بواسطة الجهة المدعية (كارلوس غصن)، كما أن مسألة استدعاء هؤلاء كانت محور زيارة قام بها السفير الياباني في لبنان إلى النائب العام التمييزي القاضي غسان عويدات”.
ولا تزال حادثة فرار غصن من اليابان موضع متابعة قضائية لدى دولٍ عدّة، حيث تسلّم القضاء اللبناني استنابة من السلطات التركية، طلبت فيها الأخيرة استجواب لبنانيين اثنين مشتبه بتورّطهما في عملية تهريبه من اليابان إلى تركيا ومنها إلى لبنان في نهاية العام 2019. وأفاد مصدر مطلع على الاستنابة لـ “هنا لبنان”، أن “القضاء اللبناني استجاب لهذه الاستنابة واستجوب الطيار المدني اللبناني “نيكولاس. م” الذي يملك شركة للطائرات الخاصّة تتخذ من مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت مقرّاً لها”. وأكد أنّ استجواب الطيار “جاء تنفيذاً للاستنابة التركية التي تطلب تعاوناً لبنانياً يبدأ باستجواب هذا الشخص، الذي يملك شركة طائرات خاصّة مدنية وتتخذ من مطار بيروت الدولي في بيروت مقرّاً لها، بالإضافة إلى شخص آخر يدعى جورج الزايك، وهو لبناني يحمل الجنسية الأميركية أيضاً، ويشتبه بأنه أحد مهندسي عملية تهريب غصن”. وكشف المصدر الذي رفض ذكر اسمه، أن السلطات التركية “اتهمت الطيّار اللبناني والزايك وآخرين بتشكيل مجموعة ناشطة في عمليات بتهريب لاجئين بينهم كارلوس غصن الذي نقل بطائرة خاصّة من مطار اسطنبول إلى مطار رفيق الحريري منتصف ليل 29 ـ 30 ديسمبر 2019”. ولفت إلى “توافر معلومات تفيد بأنه أثناء تواجد الطائرة الخاصة في مطار أتارتورك في إسطنبول شوهد “نيكولاس. م” في أرض المطار ومعه الزايك بالإضافة إلى المواطن التركي أوكان كوزامين الذي سلّم نيكولاس مغلفاً قبل إقلاع الطائرة متوجهة إلى بيروت”، مؤكداً أن الطيار اللبناني نفى علاقته بحادثة تهريب غصن، وأوضح أن “وجوده في مطار إسطنبول أثناء وصول كارلوس غصن كان من قبيل المصادفة”، زاعماً أن “المدعو أوكان كوزامين هو شريك له ويملك أسهماً في شركة الطيران الخاصة، وأن المغلّف الذي تسلمه منه يحتوي على عقد خاص بتشغيل الطائرات المدنية التي يملكانها”.
وتمحور استجواب نيكولاس وفق المصدر المذكور حول ما إذا سافر من اليابان إلى اسطنبول ومنها إلى بيروت في 29 ديسمبر 2019 فنفى ذلك، وأكد أنه “لم يرافق كارلوس غصن في رحلة هروبه، بل كان ضحية وجوده في مطار إسطنبول لحظة وصول غصن، كما أنكر امتلاكه أي معلومات عن هوية الأشخاص الذين أتوا على متن الطائرة الخاصة التي أقلّت غصن من إسطنبول إلى بيروت”، لافتاً إلى أنه “حضر إلى مطار أتاتورك بالتزامن مع وصول الرئيس التنفيذي السابق لشركة “نيسان”، بهدف تجهيز طائرة كان ينوي السفر على متنها، وأنه في نفس التوقيت التقى بشريكه التركي أوكان كوزامين الذي سلّمه مغلفاً يحتوي على عقود تشغيل الطائرات وتأجيرها لشركات أخرى وليس أموالاً”.
المذكرة القضائية التركية التي أعادت فتح ملفّ غصن من جديد، تضمنت معطيات تفيد بأن “أشخاصاً آخرين ضالعين بتهريب غصن، بينهم الأميركي مايكل تايلور ونجله بيتر اللذان أوقفا في الولايات المتحدة، واعترفا أنها اشتركا في العملية مع جورج الزايك وهو أميركي من أصل لبناني، وأن كاميرات المراقبة رصدت الثلاثة على أرض مطار طوكيو عند تهريب غصن”، لافتاً إلى أن “النيابة العامة اللبنانية استجوبت جورج الزايك أيضاً حول مضمون الاستنابة التركية، وزوّدت القضاء التركي بمحاضر الاستجوابات، وتترقّب ما إذا كان للأتراك مطالب أخرى حول هذه القضية”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
سجناء أنصفتهم الحرب! | توقيف “عميل” زوّد “الموساد” بمعلومات عن “الحزب” | وكلاء سلامة مرتاحون لمسار التحقيق.. رُبّ ضارّة نافعة |