إلى الخيار الأول در
تنحّت فرنسا عن مبادرتها، التي بدأت بها بشكل خاطئ، وفتح الباب أمام قطر، كي تلعب دوراً لن يشبه هذه المرة دورها في الدوحة، إلا من زاوية خلق فرصة انتخاب المرشح الثالث، وهو المرشح الأول الفعلي، الذي كان اسمه مطوياً منذ البداية، لكنه كان الإسم الأكثر حضوراً.
كتب أسعد بشارة لـ “هنا لبنان”:
بسقوط المبادرة الفرنسية، والدعوة المجلسية إلى الحوار، معاً وبالضربة القاضية، يكون المسار قد عاد إلى السكة، ويكون ثنائي الممانعة، قد تلقى ضربة من حيث لم يتوقع.
يسأل أحد المجربين في السياسة، هل فقد رئيس مجلس النواب نبيه بري صفة الاحتراف، وهو ما ظهر في أدائه الأخير، الذي ينم عن قلة تبصر، وعن نقص في الحنكة، وخصوصاً بما يتعلق بالحوار الذي دعا إليه، والذي تم إجهاضه بسرعة غير متوقعة، مرة بسبب صمود المعارضة، ومرة بسبب ابتزازية جبران باسيل، الذي وجد أن لا طاولة للحوار من دونه، فرفع سقف المطالب، إلى الحد الأقصى ما دفع بالرئيس بري إلى نسف الفكرة من الأساس، وإلى طيّ صيغة “بمن حضر” لتطوى قصة هذه الطاولة المناورة.
بسقوط المبادرة الفرنسية الأولى، والثانية، وبانسجام فرنسا مع خيار المرشح الثالث، يكون كل هذا المسار الفرنسي، الذي راهن على ليونة إيرانية في اللحظة الأخيرة، كانت ستكون كافية لإنجاح تلك المبادرة، يكون قد طُوي إلى غير رجعة. بإعلانه علناً تأييد الخيار الثالث، يكون لودريان قد أعلن انتظام فرنسا الكامل في مجموعة الخمس، كما الانتظام الكامل في خطة الطريق التي وضعت في بيان الدوحة غير القابل للتأويل.
بعد هذين الحدثين، لم يعد من الواقعي الكلام عن انتظار عودة لودريان، فلقد عاد الموفد الفرنسي قبل أن يعود، بموقف قاله في لقاءاته ضمن جولته الأخيرة، ثم أعلنه بالأمس بكل وضوح، موجهاً ضربة قاصمة لطاولة الرئيس نبيه بري، ولأفكاره التي تحمل في طياتها مناورات لم تعد تنطلي حتى على السذج.
بعد موقف لودريان، لم يعد مطروحاً، خيار التفرد الفرنسي، بوجه مجموعة الخمس، بل ما باتت فرنسا محكومة به، الالتزام ببيان الدوحة، وإعلان انتهاء مبادرتها، لصالح خريطة الطريق التي أقرتها مجموعة الخمس، والتي باتت فرنسا تنتمي إليها قولاً وفعلاً.
تنحّت فرنسا عن مبادرتها، التي بدأت بها بشكل خاطئ، وفتح الباب أمام قطر، كي تلعب دوراً لن يشبه هذه المرة دورها في الدوحة، إلا من زاوية خلق فرصة انتخاب المرشح الثالث، وهو المرشح الأول الفعلي، الذي كان اسمه مطوياً منذ البداية، لكنه كان الإسم الأكثر حضوراً.
ماذا ستكون خيارات حزب الله، وهل سيبقى متمسكاً بالمرشح سليمان فرنجية وإلى متى، وهل سيترجم الثغرة التي فتحها بعد لقاء النائب محمد رعد والعماد جوزيف عون، إلى بحث جدي بتسوية رئاسية؟ الأرجح أن قطر التي تفاوض إيران، لن تعود عن مبادرتها، والأرجح أن مهلة أعطيت لإتمام الاستحقاق الرئاسي، وإذا لم ينتخب الرئيس قبل نهاية العام 2023، فستكون الفوضى قد فتحت على مصراعيها.
مواضيع مماثلة للكاتب:
تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | لبنان على موعد مع أشهر صعبة | ترامب اللبناني |