باسيل وحزب الله و… “الباطون المسلّح”
كتب زياد المكاوي لـ “هنا لبنان”:
مخطئ من كان يظنّ أنّ جبران باسيل سينقلب، بعد العقوبات الأميركيّة، على حزب الله.
ساذجٌ من يظنّ أنّ بيان التيّار الوطني الحر الذي دعا الى مراجعة لوثيقة التفاهم مع الحزب هو بداية الانسحاب من علاقة استمرّت حوالى ١٥ عاماً.
الحقيقة أنّ سقف التمايز الباسيليّ عن الحزب لن يتجاوز بضعة أسطر في بيان، يحاكي فيها جمهوره لا الادارة الأميركيّة ولا سفيرتها.
فباسيل مرتبط بشكلٍ وثيق بالحزب، الذي يعرف عنه الكثير، كما عن مخالفاتٍ لبعض وزرائه، في الاتصالات والطاقة وفي إداراتٍ أخرى. وحزب الله هو السلّم الوحيد المتبقّي لباسيل كي يتسلّق نحو قصر بعبدا، بعد أن قُطعت الدروب الأخرى أو قطعها رئيس التيّار الوطني الحر بنفسه.
ولكن، على الرغم ممّا سبق، لا يظنّ أحد أبداً أنّ باسيل مغرم بالحزب، أو يتلاقى معه بأفكاره وأهدافه وحتى بالصورة التي يرسمها للبنان.
جبران المسيحي الطائفي لا يشبه حزب الله بشيء، لا بل يُنقل عنه كلامٌ مسيء للحزب في مجالسه الخاصّة. ولكنّه، في الوقت عينه، على استعدادٍ للذهاب بعيداً في علاقته معه، وصولاً الى تغيير النظام، إذا كانت هذه العلاقة ستؤمّن له خلافة الرئيس ميشال عون. والكلام عن تغيير النظام ورد بشكلٍ واضح على لسان نائبة باسيل، مي خريش، التي ما أنّ تصرّح حتى “تخبّص”.
ولعلّ الأصدق تعبيراً عن ماهيّة العلاقة حاليّاً بين باسيل، ومعه جزء فقط من “التيّار” مقرّب منه، وحزب الله هو ما قاله الوزير السابق بيار رفول، عن أنّها “باطون مسلّح” ونحن شخص واحد وأيّ اعتداء على أحدنا هو اعتداء على الآخر”.
وقال رفول، الذي يعتبر توزيره يوماً من النقاط السوداء في سجلّ هذا العهد: “حصانة لبنان في الجيش والشعب والمقاومة، وأنا في محور الممانعة والمقاومة، وهذا شرف لنا وليس تهمة”.
كم هو دقيق وصف بيار رفول. “باطون مسلّح”. اختار الرجل وصفاً يشبهه…
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |