انتخابات القوات أمثولة… كيروز لـ “هنا لبنان”: القوات إطار جامع لأجيال المقاومة
تجربة القوات الإنتخابية لا بدّ من الوقوف عندها، وخاصّة من حيث النزاهة والشفافية وحرية المنتسبين في الوصول إلى مراكز رفيعة في الحزب.
كتب طوني سكر لـ “هنا لبنان”:
على غرار الأحزاب السياسية الديمقراطية حول العالم اقترع منتسبو حزب القوات اللبنانية لانتخاب أعضاء الهيئة التنفيذية للحزب وهي الهيئة العليا التقريرية في الحزب، والتي تتألف من ١٣ عضواً ورئيس ونائب رئيس، وقد انحسر الاقتراع يوم أمس على انتخاب ٩ منهم بعد أن فاز رئيس الحزب الدكتور سمير جعجع ونائب الرئيس جورج عدوان بالتزكية، وقد فاز أيضاً عضوان عن محافظة البقاع بالتزكية أيضاً، ويكون لرئيس الحزب تعيين عضوين.
في الشكل كان لافتاً حجم التنظيم والدقة في عملية الاقتراع من حيث إنشاء مراكز ميغاسنتر في كافة الأقضية وخاصية الاقتراع عبر الهاتف المحمول في لبنان وفي الانتشار، واللافت أيضاً كان نسبة الاقتراع المرتفعة بحيث وصلت إلى ٥٨.٨٩٪ (١٨٣٢١ ناخب)، بما يؤكد شغف القواتيين للديمقراطية والمشاركة في تقرير مستقبل حزبهم.
تجربة القوات تستحق الوقوف عندها رغم ملاحظات وتشكيكات البعض، من حيث النزاهة والشفافية وحرية المنتسبين في الوصول إلى مراكز مرتفعة بالحزب وكسب ثقة رفاقهم في الحزب، وقد أثبتت هذه التجربة أنه يمكن للبنان بناء أحزاب ديمقراطية يكون فيها صوت القاعدة الحزبية مسموعاً وبشكل دوري، دون أي توجيهات أو تعيينات في انتخابات نزيهة تحاكي فيها القاعدة رأس الهرم.
بعد خروج قائد القوات من المعتقل في العام ٢٠٠٥ عمل جاهداً للوصول بالقوات إلى الشكل الذي رأيناه بالأمس، من الديمقراطية والحرية في اختيار أعضاء الهيئة التنفيذية، لقد أراد سمير جعجع أن يجعل من القوات مؤسسة نحو المستقبل لا تقف عند أشخاص، وها هو اليوم يحقق ما طمح إليه، والتجارب الناجحة ستليها نجاحات على غرار هذا الاستحقاق الأمثولة، وكما قال الدكتور جعجع “لقد برهن القواتيون أنهم أشخاص لا تنقصهم الجرأة أبدًا”..
وفي حديث خاص لـ “هنا لبنان” مع النائب السابق إيلي كيروز، الفائز عن أحد مقاعد محافظة الشمال في الهيئة التنفيذية لحزب القوات اللبنانية قال: “منذ العام ٢٠٠٥ وتحديداً منذ خروج الدكتور سمير جعجع من المعتقل بدأنا بالتفكير بكيفية إعادة إنشاء حزب القوات اللبنانية من جديد وقد أنشأنا لجنة للانكباب على دراسة النظام الداخلي وشرعة الحزب، وقد تمت المصادقة على النظام في العام ٢٠١١ لأنه أخذ وقتاً كثيراً من الاجتماعات وأوراق العمل والمداولات وصولاً إلى الصيغة النهائية، بينما أُقِرّت الشرعة الفكرية والسياسية والاقتصادية في العام ٢٠١٢”.
وأضاف “منذ العام ٢٠١٢ كانت قيادة الحزب تطبق تباعاً كل العناوين الواردة في النظام الداخلي ولكن كانت تعاكسنا دوماً الظروف والتطورات الكبيرة في لبنان والمنطقة بشكل عام، إلى أن اتخذ الدكتور جعجع قراراً في الهيئة التنفيذية أن الوقت قد حان ولا يمكن أن نتأخر مهما كانت العقبات، حان وقت إجراء انتخابات للهيئة التنفيذية للقوات”.
وتابع “لا شكّ بأنّ هذه الانتخابات هي خطوة إلى الأمام ونحن ما يهمنا أنّ يتمكن حزب القوات اللبنانية من المحافظة على تاريخه، من خلال بعدين فيه: الأول هو البعد المقاوماتي أو البعد النضالي وفي نفس الوقت البعد التنظيمي الداخلي الذي لم نكن نوليه أي أهمية على مدى سنوات، ولكن منذ فترة بدأنا بإعطائه أهمية أكبر، وهذا الأمر يتعلق برؤيتنا المستقبلية للحزب”.
وختم بالقول “إن حزبنا يجب أن يبقى إلى حد معين حزباً ديمقراطياً وإنسانياً بمعنى أن يكون هذا الحزب بيئة صالحة لحياة سياسية فيها نقاش سياسي وتدرج سياسي، وأن يبقى هذا الحزب مهما تطورت الأيام كما هو الآن، أميناً لتضحيات الشهداء والمصابين وتعب المناضلين جميعاً ويكون إطاراً جامعاً لكل أجيال المقاومة اللبنانية منذ البدايات وحتى اليوم”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
بسام مولوي من معدن الرجال الرجال! | لبنان يتأرجح بين مطرقة شاوول وسندان الشامي! | باسيل “مهندس خراب لبنان”! |