هاجوج وماجوج وساروج
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان” :
كثيرة هي الحكايات حول أصل “هاجوج وماجوج” الواردة في مصادر الديانات الثلاث وفي متون الأساطير. أهما ثنائي أو هما قومان سيلتقيان في مقدمات القيامة؟ الجواب أجوبة:”يوم تقوم أمة ويزحف “ياجوج” من أقاصي الشمال و”ماجوج” من أقاصي الشرق، بجيوش لا تُعدّ ولا تُحصى، وتكون المعركة الفاصلة في القدس، وتقوم القيامة” أما بالنسبة لأوصافهم، بحسب مصادر إسلامية فـ”يأجوج ومأجوج قوم عِراض الوجوه صغار العيون، صُهب الشغاف، أي أن لون شعرهم أسود فيه حُمرة، كأنّ وجوههم المِجان المُطرقة، أي كأنها التروس لبسطها وتدويرها وغِلظها وعددهم كبير جداً. ومن كل حدبٍ ينسلّون، أي من كل مكان مرتفع يخرجون سراعاً.” فيلم رعب. وتقول إحدى الأساطير الإنكليزية إنّ “ياجوج وماجوج” هما من جبابرة الإنكليز وقد انتصرا على البرابرة قبل المسيح بألف سنة…
أول مرة أسمع باسمي “هاجوج” (وتُقال أيضا ياجوج) و”ماجوج” يوم شاهدت متلصصا “وصلة” هستيرية من جارتنا “منتهى” استمرت زهاء ساعتين بعد انتصاف الليل، وهي تصرخ على بناتها الصبايا الخمس. علق في ذاكرتي شيء من مونولوغ الختام: “عاملينلي البيت هوووو و هووووو هاجوج وماجوج” فهمت كولد، بالإستدلال والتحليل، أن “القيامة قايمة” عند بيت مرزوق، و”الفايت فايت والضاهر ضاهر”.
وأخر مرة شعرت بالـ “هاجوج وماجوج” عندما أشعل ساروج يوم الثلاثاء 23 شباط في مقابلة مع الـ “واشنطن بوست” عاصفة بلفت انتباه من يعنيهم الأمر إلى “أن تطعيم نواب لبنانيين كان انتهاكاً للاتفاق مع البنك الذي خصص 34 مليون دولار لبرنامج التطعيم في لبنان” (وساروج كومار جيه هو المدير الإقليمي لدائرة المشرق في مجموعة البنك الدولي ليس عضو مجلس بلدي في الفرزل) فأعقبت كلامه التحذيري أمواج وعواصف شعبية وإعلامية وسياسية. استقال البزري. تراجع البزري. اختفى حمد. عُثر على حمد. أعتذر نائب. صوّب آخر. واعتلى المدافع الأول عن أصحاب السعادة، نائب رئيس مجلس النواب الياس بك الفرزلي (71 عاماً وثلاثة أشهر) صهوة الإعلام، فاستهزأ بساروج وأسماه “فاروج وفروّج ومرّوش”…وأكثر. اعتبره “كذّاباً ومنافقاً”. نَتَفه دولة الرئيس وشوّاه مستذكراً بلاوعيه اللقمة الطيبة عند “مرّوش”. هكذا ومن دون وجه حق سطا الفرزلي على مفردات الوزير السابق وئام وهاب التي يخص بها رجب طيّب أردوغان.
واستكمالاً لدفاعه المهزوز عن تلقيح غير المستحقين في المكان الغلط، وضمن إطلالاته المتفرقة بعد “التلقيح” قدّم الفرزلي في مداخلة مع الزميل مالك مكتبي، واحداً من أروع عروضه التلفزيونية، ولقّنه درساً في التواضع “وقت قلّك كلمة يا مالك بتاخدها دستور” وعلى سبيل الإعارة إقترض الفرزلي من “ملك الشمس” لويس الرابع عشر مأثورته “أنا الدولة والدولة أنا” وطوّرها وأطلقها كـ “براند” جديد “أنا الناس والناس أنا”! متألقاً كان الفرزلي في مطالعات النهايات، وحده في هذا الزمن الجهنّمي يقدر ان يشد ويقدّ ويصدّ “هاجوج وماجوج” إن غزونا فكيف إن أساء إلى سمعتنا العطرة المدعو ساروج!
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |