تحالفات حزبية خلطت الأوراق والمستقلون حسموا معركة الأعضاء.. فادي المصري نقيباً للمحامين في بيروت

بعد معركة قاسية مع زميله المحامي عبدو لحود المدعوم من “القوات اللبنانية” وتيار “المستقبل” وبفارق ضئيل لا يتعدى الـ 23 صوتاً، فاز المحامي المستقلّ فادي المصري المدعوم من حزب “الكتائب اللبنانية” بمركز نقيب المحامين في بيروت، لتسجّل هذه الانتخابات تراجعاً كبيراً في تأثير الأحزاب بخلاف الاستحقاقات السابقة

كتب يوسف دياب لـ “هنا لبنان”:

فاز المحامي المستقلّ فادي المصري المدعوم من حزب “الكتائب اللبنانية” بمركز نقيب المحامين في بيروت ونال 1973 صوتاً، وذلك بعد معركة قاسية مع زميله المحامي عبدو لحود المدعوم من “القوات اللبنانية” وتيار “المستقبل” والذي نال 1950 صوتاً أي بفارق ضئيل لا يتعدى الـ 23 صوتاً، لتسجّل هذه الانتخابات تراجعاً كبيراً في تأثير الأحزاب في هذه النقابة بخلاف الاستحقاقات السابقة التي الكلمة الفصل فيها لتحالف الأحزاب.

صحيح أن “القوات” و”المستقبل” ومعهما ضمناً الحزب التقدمي الاشتراكي، نجحوا في إيصال لحّود في الدورة الأولى المخصصة لانتخاب الأعضاء، إلّا أنّ صوت الناخب المستقلّ كان حاسماً في هذه المعركة، حيث فاز في مركز العضوية المحامون: لبيب حرفوش، عبدو لحود، فادي المصري، إيلي اقليموس، إسكندر الياس ووجيه مسعد وحلّ المرشّح إسكندر نجّار عضواً رديفاً.

انتخابات الأعضاء انطوت على مفارقتين أساسيتين، الأولى سقوط مرشّح الثنائي الشيعي المحامي شوقي شريم، ومرشّح التيار الوطني الحرّ فادي الحداد رغم تحالفهما مع القوى والأحزاب القريبة من الثنائي، ما يعني ضمور تأثيرهم في نقابة المحامين، وصعود نجم المستقلين، غير أنّ انتخابات النقيب اتسمت بمنافسة حادة واصطفافات نقابية وحزبية بدت معاييرها مختلفة عن الدورة الأولى. وقالت أوساط حقوقية لـ “هنا لبنان”، إنّ “نجاح النقيب فادي المصري في هذه المعركة مردّه إلى عاملين أساسيين، الأول أن المصري المستند إلى علاقة واسعة مع زملائه المحامين لا سيما النقباء السابقين، حظي بدعم كتائبي لكونه محامياً ذو نشأة كتائبية، والثاني، أنّ ثمّة أحزاباً منها التيار الوطني الحرّ وعدد كبير من محامي الثنائي الشيعي جيّروا أصواتهم للمصري، بهدف قطع الطريق على فوز عبدو لحّود، رغم العلاقة الجيّدة مع الأخير، ولكن حتى لا يجيّر فوز لحّود انتصاراً لـ “القوات اللبنانية” في هذه المعركة التي أعلنت تبنّيها ترشيحه وخوض معركته بقوّة”.

التيار الوطني الحرّ الذي كان صاحب الدور المقرر في نقابة المحامين، فقد قدرة التأثير منذ انطلاقة ثورة 17 تشرين 2019، إذ عجز عن إيصال أي عضو لمجلس النقابة، وهذا الأمر انسحب على الثنائي الشيعي وحلفائه الذي غاب تمثيله في النقابة للمرّة الثالثة على التوالي، فيما برز تقدّم لافت لأسماء مستقلّة، حيث تصدّر المرشّح لبيب حرفوش قائمة الفائزين ولحق به ايلي اقليموس (نجل نقيب المحامين السابق أنطوان اقليموس) واسكندر الياس، فيما برز اسم المرشّح الشيعي المستقلّ المحامي وسام عيد، الذي نال 988 صوتاً، رغم أنها المرة الأولى التي يخوض فيها الانتخابات، ورغم التحالفات الحزبية التي ركّبت عشية الانتخابات.

وفي كلمة ألقاها بعد إعلان فوزه، قال المصري “ليست المرة الأولى التي تثبت فيها نقابة المحامين أنها أم النقابات، بل هي تثبت مجدداً أنها نقابة القانون والحقّ”. وأكد أنّ إيمانه بالنقابة “راسخ وثابت”. وأضاف: “سنعمل يداً واحدة من أجل النهوض بالنقابة والوطن”. وتوجّه بالشكر إلى جميع الزملاء الذين انتخبوه، والزملاء الذين لم ينتخبوه، والذين كرسوا بذلك أن النقابة أم الديمقراطية الحقيقية”. كما خصّ بالشكر الرئيس أمين الجميل الذي حضر للتصويت ولمواكبة اليوم الانتخابي، مثنياً على عمل الإعلاميين في اليوم الانتخابي الطويل. وشدد على التعاون مع كلّ زملائه في مجلس النقابة خصوصاً زميله عبدو لحود.

مواضيع مماثلة للكاتب:

سجناء أنصفتهم الحرب!

توقيف “عميل” زوّد “الموساد” بمعلومات عن “الحزب”

وكلاء سلامة مرتاحون لمسار التحقيق.. رُبّ ضارّة نافعة