34 عاماً على ذكرى اغتيال الرئيس رينيه معوض.. “أين الاستقلال الحقيقي؟”
الرئيس معوض هو الحقيقة التي يفتقدها لبنان في هذه الأزمات، فكم نحتاج اليوم إلى أمثاله، وإلى شجاعته.. وإلى إرادة الاستقلال التي تحلّى بها
كتبت كارول سلوم لـ “هنا لبنان”:
أربع وثلاثون سنة مرت على استشهاد رئيس الجمهورية السابق رينيه معوض، ولا يزال البلد الذي حلم يوماً بأن تسوده المصالحة مشرذماِ ومنقسماً. رجل الوفاق والتوفيق رحل في ذكرى الاستقلال، وبرحيله انعدمت الفرص لبناء دولة قوية وقادرة وموحدة. حتى بات استذكاره في الثاني والعشرين من تشرين الثانمن كل عام، لا بل استذكاره في كلّ محطة مفصلية، واجباً وطنياً.
هو القائل “لا وطن ولا دولة ولا كيان دون وحدة الشعب”، اغتالته أيادٍ غادرة استهدفت موكبه بعبوة ناسفة في محلة الصنائع في بيروت عام ١٩٨٩. وباغتياله تبددت الآمال بوطنٍ حرٍّ مستقلٍّ بعد حرب أهلية استنزفت مقوّماته. الرئيس رينيه معوض شهيد الطائف ويستحقّ لقب شهيد الشهداء الأبطال عن جدارة.
ابن زغرتا وابن البلد الذي أمل بإرساء الطمأنينة وأكد أنّ المصلحة الوطنية لا تستثني أحداً، لم يخضع للتحدي كما كان يردّد دوماً. دفع حياته فداءً عن الاستقلال الحقيقي وكان يعلم بذلك عندما قال لنجله رئيس حركة الاستقلال النائب ميشال معوض بأنّ مكروهاً قد يصيبه عقب انتخابه رئيساً للجمهورية.
رحل رينيه معوض وبقي رمزاً لدى اللبنانيين التواقين إلى سيادة حقيقية كما رغب، عمل بمسؤولية في السياسة، حيث كان نائباً عن زغرتا لدورات عدة وتسلم عدة حقائب منها العمل والشؤون الاجتماعية والتربية.
وفي ذكراه، يقول مستشار الرئيس الراحل الجنرال طنوس معوض لـ “هنا لبنان” أنّ الشهادة الأساسية التي يمكن الحديث عنها هي أنّ الرئيس الشهيد كان يعرف جيداً كيف يعيد الاستقلال الحقيقي ويقوي الدولة، وقد كان يعرف أهمية ذلك عن ظهر قلب ولهذا السبب قتلوه، قتلوه لأنه كان يملك الإرادة والعزيمة لبناء هذه الدولة. قتلوه فوراً ولم يُمنح أيّ فرصة.
ويستذكر كيف كان الرلحل رينيه معوض مصرّاً على اختيار أعضاء حكومته وعندما قدمت إليه لوائح التشكيلة الحكومية، كان يقول حكومتي أختارها أنا.
ويوضح أنه كانت لديه رؤية ولطالما اعتبر الجيش مقدساً وإنّ من اغتاله عرف أنّ الرئيس معوض سيُعيد لبنان إلى الدولة الحقيقية، فهو من مدرسة الرئيسين فؤاد شهاب والياس سركيس.
ويضيف: تمت تصفية الرئيس الشهيد بعبوة زنتها ٥٠٠ تنت وتمت تصفية الإرادة الوطنية. كان مستعداً للموت في سبيل لبنان وعندما قلت له أنّ الأمور تسير في منحى خطير، أجابني: لا تخف سنذهب إلى الأخير ولن نتراجع.
وكتب العميد طنوس كتاباً يحمل عنوان “١٨ يوماً من عمر لبنان” عهد الرئيس رينيه معوض، وتم توزيعه في العام ٢٠٠١ منعاً لتزوير الحقائق عن الرئيس الشهيد.
الرئيس معوض هو الحقيقة الوحيدة التي يفتقدها لبنان في عزّ أزماته، فكم نحن اليوم بحاجة إلى أمثاله لأخذ أمثولة عن الشجاعة والإرادة والاستقلال.