هل يقسم جبران باسيل الجيش؟
باسيل، الذي قرّر أن يخوض معركةً مفتوحة ضدّ قائد الجيش، أجاز لنفسه استخدام الأسلحة كلّها، حتى غير القانونيّة ولو غلّفها بالقانون، تماماً كما فعل مراراً عمّه وقدوته.
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
ليس في العنوان مبالغة، وليس فيه، بالتأكيد، تجنٍّ على جبران باسيل. فالرجل يسعى فعلاً إلى ارتكاب ما قد يؤدّي إلى تقسيم الجيش اللبناني، في تكرارٍ لما فعله، قبل عقودٍ، عمّه. المدرسة نفسها. السلوك نفسه. النتيجة نفسها.
إذ علم “هنا لبنان” أنّ باسيل، الذي قرّر أن يخوض معركةً مفتوحة ضدّ قائد الجيش، أجاز لنفسه استخدام الأسلحة كلّها، حتى غير القانونيّة ولو غلّفها بالقانون، تماماً كما فعل مراراً عمّه وقدوته.
فباسيل، الذي يحرّك ويحرّض وزير الدفاع، يعمل مع مستشارين سياسيّين وقانونيّين على تركيبة يسعى من خلالها إلى التخلّص من العماد جوزيف عون، حتى لو لم ينجح في إقناع حليفه حزب الله بتعيين قائدٍ للجيش، بعد أن فشل بإقناعه بتولّي هذا الموقع الضابط الأعلى رتبةً، مع ما لهذا الأمر من محاذير قانونيّة.
لا يأبه جبران باسيل بالقانون، حين يمسّ الأمر بمصلحته، تماماً مثل عمّه.
آخر ابتكارات باسيل، أو أرانبه هو السعي إلى التمثّل بالرئيس نبيه بري، ولو كان نسخةً صينيّة عنه، وذلك من خلال تعيين قائد للجيش بقرارٍ من وزير الدفاع، من دون العودة إلى مجلس الوزراء. وهو لتحقيق هذه الغاية، يعمل على إعداد استشارة قانونيّة تجيز له ذلك، بعد أن كان أعدّ استشارةً تجيز تعيين الضابط الأعلى رتبةً قائداً للجيش، خلافاً لأيّ نصّ.
ومن شأن هذه الخطوة، إن أقدم عليها باسيل، أن تؤدّي فعلاً إلى تقسيم الجيش لأنّ قسماً كبيراً من الضبّاط لن يلتزموا بهذا القرار الذي سيُدخل المؤسسة العسكريّة في أزمةٍ كبيرة نتيجة هذا التهوّر الذي ينتهجه رئيس “التيّار”، على طريقة عمّه.
من المؤسف حقّاً ما يفعله باسيل بالجيش. هو خاض معركة تكليف ضابط بقيادة الجيش، حتى “حرقه”. ثمّ خاض معركة تعيين ضابطٍ آخر قائداً للجيش، في غياب رئيس الجمهوريّة، وهذه سابقة.
هذا الرجل قادرٌ على ارتكاب الفظائع إن تلاقت مع مصالحه. ما من داعٍ هنا للقول أيضاً إنّه مثل عمّه…
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |