“عودة جزئية” لأهالي القرى الحدودية: معاينة للأضرار واستكمال لموسم الزيتون!
عاد أهالي قرى الشريط الحدودي الّذين هُجّروا قسراً ليتفقدوا بيوتهم وأرزاقهم، ومنهم من غادر من جديد، إمّا لاستحالة البقاء في منازلهم التي تضرّرت ولم يعد العيش فيها ممكناً، وإما خوفًا من عمليات عسكرية مفاجأة، ومنهم من سيبقى في قراه لمدة أربعة أيام، وهي مهلة الهدنة في غزة
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
بعد دخول الهدنة بين إسرائيل وحماس حيز التنفيذ والتي انعكست هدوءاً نسبياً على الجبهة الجنوبية، عاد بعض أهالي المنطقة الحدودية يوم أمس إلى قراهم التي تعرّضت لقصف يومي منذ دخول “حزب الله” على خطّ المواجهة مع الجيش الإسرائيلي، وسط حالة من الترقّب والحذر لما قد تحمله الساعات أو الأيام المقبلة.
فتفقد هؤلاء بيوتهم وأرزاقهم، منهم من غادر من جديد، إمّا لاستحالة البقاء في منازلهم التي تضرّرت ولم يعد العيش فيها ممكناً، وإما خوفًا من عمليات عسكرية مفاجأة، ومنهم من سيبقى في قراه لمدة أربعة أيام، وهي مهلة الهدنة في غزة.
المشهد واحد في قرى الشريط الحدودي في كافة القطاعات: دمار كبير في المنازل والممتلكات العامّة والأراضي، إذ تقول هدى التي نزحت إلى منزل أحد الأقرباء في مدينة صور، والتي انتهزت الهدنة لزيارة بلدتها عيترون إن “العديد من الأهالي جاؤوا لتفقّد بيوتهم إلّا أنّ العديد منها قد تضرّر، ولم يستيطعوا المبيت فيها”.
وتضيف في حديثها لـ “هنا لبنان”: “سنبقى هنا، ولعلّ الأمور تهدأ في قرانا وتعود الحياة إلى طبيعتها”.
ومن جهته، يعرب علي عن تخوّفه في البقاء في بلدته الضهيرة في القطاع الغربي، حيث بدأت العمليات العسكرية في الثامن من تشرين الأول الماضي، إذ عاين منزله الذي تضرر جزئيًا، وقال لـ”هنا لبنان”: “لن أبقى في القرية ولن أخاطر بعائلتي وأولادي طالما أنّ الأمور غير واضحة وبعد ولا إعلان عن وقف للمواجهات”، متسائلًا: “من سيعوّضنا عن خسائرنا التي تُقدّر بآلاف الدولارات لكل منّا؟”
ولأنّ “الأرض لا غنى عنها”، ينوي يوسف التوجّه اليوم إلى بلدته في القطاع الغربي لقطاف “ما تبقى من زيتونه، فلا أحد سيعوّضنا عن أرزاقنا”، يقول لـ “هنا لبنان”.
وفي الناقورة التي نالت قسطًا وافرًا من الإعتداءات، خرج بعض المزارعين يوم أمس إلى حقولهم، أمّا في بلدة علما الشعب، والتي كانت على خط المواجهة أيضًا، حيث تضرّر فيها عدد من المنازل واحترق فيها العديد من أشجار الزيتون والسنديان، لوحظت عودة عدد خجول من الأهالي.
وكانت موجات النزوح قد بدأت تدريجًا بالتصاعد بعد المواجهات، وتوزع النازحون، كل بحسب قدراته الاقتصادية، فمنهم من استأجر منازل في مدن بعيدة، ومنهم من لجأ إلى منازل الأقرباء، وآخرون لجأوا إلى مقارّ خصّصت للنازحين مثل المدارس والمنشآت العامة.
إلى ذلك دعت قيادة الجيش المواطنين الذين عادوا إلى منازلهم في المناطق الحدودية إلى “اتخاذ أقصى تدابير الحيطة والحذر من مخلفات القصف، لا سيما الذخائر الفوسفورية والذخائر غير المنفجرة، وعدم الاقتراب منها وإفادة أقرب مركز عسكري عنها”.
في حين ذكّرت وزارة الصحة العامة المواطنين في المناطق الجنوبية التي تعرضت للقصف بالفوسفور الأبيض بالابتعاد عن محيط المناطق التي قصفت بشكل مباشر، وعدم لمس الأشجار والمزروعات والأجسام الغريبة، أمّا في حالات التعرض لأي شظايا أو إصابات بالفوسفور الأبيض فيجب التوجه إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |