“الحزب” يُعلن البدء بتقديم التعويضات.. هل انتهت المواجهات في الجنوب؟
مع بدء الهدنة، شدّ العديد من الهاربين من ويلات الحرب رحالهم إلى بلداتهم ومناطقهم، ومع انقشاع ضباب القذائف تمظهرت الأضرار، فمن يعوّض؟
كتبت بشرى الوجه لـ “هنا لبنان”:
تسببت الاشتباكات التي اندلعت في الثامن من تشرين الأول وامتدّت لأكثر من شهر بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله عند الحدود اللبنانية بنزوح أكثر من 29 ألف شخص من المناطق الجنوبية، إلى مناطق أكثر أماناً. فترك هؤلاء أرزاقهم، فيما كان الأكثر تضرّراً موسم الزيتون.
وهذا النزوح، توقف نسبياً مع بدء الهدنة منذ أيام، فشدّ العديد من الهاربين من ويلات الحرب، رحالهم إلى بلداتهم ومناطقهم، بعدما استباحها القصف، ونال منها ومن الأرزاق.
ومع انقشاع ضباب القذائف، تمظهرت الأضرار، إذ طال القصف مرافق مدنية، ومنازل وسيارات وطرقات، فضلاً عن حقول زراعية، ووفق المعلومات المتداولة فقد أحرقت المعارك أكثر من 40 ألف شجرة زيتون، كما طال الضرر ااغطاء النباتي الضخم في تلك المناطق، التي تعتمد على القطاع الزراعي بشكل أساسي.
وقد طرحت كمية الأضرار تساؤلات حول الجهة التي ستعوّض، ففي ظلّ شلل الدولة وإفلاسها، تتجه أنظار المواطنين إلى الحزب الذي فتح جبهة الجنوب، في وقت رفضت فيه الدولة امتداد حرب غزة إلى لبنان.
باب التعويضات الذي فتحه الحزب أعلنه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله، إذ صرّح بأنّ “حزب الله” بدأ بدفع تعويضات للمتضررين من القصف الإسرائيلي في جنوب لبنان، وأشار خلال كلمة ألقاها في بلدة عيتا الشعب في القطاع الغربي، إلى أنّ “هذا الدعم يأتي من موارد وجهود الحزب”.
إعلان فضل الله هذا، وإلى جانب تمديد الهدنة في غزّة، أعطى الجنوبيين “جرعة تفاؤل” باحتمالية انتهاء العمليات العسكرية في بلداتهم، وإمكانية العودة إلى حياتهم المعتادة.
فهل يعني إعلان تقديم التعويضات أنّ المواجهات انتهت على الحدود؟
يقول الصحافي علي الأمين إنّ “الهدنة قد تتحوّل إلى وقف لإطلاق النار في غزة، ما ينعكس على لبنان، لكن الواضح أنّ مسألة الهدنة ستمتدّ، وأنّ مسار الأمور العسكرية قد اتّخذ مداه الأكبر، وبالتالي نحن ذاهبون إلى مسار أقلّ تدميرًا، وقد يأخذ بعدًا أمنيًا في غزة، أي استهدافات أمنية معيّنة واغتيالات”.
ويرى الأمين في حديثه لـ “هنا لبنان” أنّ “ما كان يجري في لبنان في معظمه هو عبارة عن عمليات لها طابع أمني عسكري، إذ إنّ 90 في المئة من الضحايا الذين سقطوا هم عسكريون وأمنيون وليسوا مدنيين، وبالتالي الأضرار الأساسية طالت إما مراكز أمنية وعسكرية تابعة للحزب وغير معلن عنها أو أشخاصاً تابعين للحزب”.
وفيما يتعلّق بالتعويضات، يوضح أنّ “هناك أضراراً لحقت بالمدنيين، ونحن لا نعلم ما طبيعة التعويضات التي سيقدّمها “حزب الله” وكيف ستتم، وإن كانت تعويضات مباشرة أو غير مباشرة، وهل سيتم تعويض المزارعين وأصحاب المصالح التجارية المتضررة والمهجّرين، أم فقط ستقتصر على المباني والمراكز؟”
ويضيف: “المتضررون على مستوى المباني من خارج دائرة الحزب، ليسوا كثراً، وبالمحصلة هي ليست تعويضات كبيرة، ودفع التعويضات لا يعني بالضرورة أن الحرب انتهت، لكن على الأقل، هناك مناخ دولي يعمل على تثبيت الهدنة ووقف إطلاق النار، للدخول في مرحلة ثانية ليست عسكرية كتلك التي شهدناها في الفترة الماضية”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نبيل مملوك.. صحافي تحت تهمة “الرأي المخالف” | استهداف الجيش وقائده في غير محلّه.. “اتهامات سطحية لدواعٍ سياسية” | إسرائيل “تنهي الحياة” في القرى الحدودية.. ما الهدف من هذا التدمير الممنهج؟ |